أزولاي: فكر كانط يتواجد في الصويرة
قال المستشار الملكي و الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، أندري أزولاي، “إن ما تنبأ به إيمانويل كانط من أن احترام إنسانية الآخر هو الطريق المباشر و الآمن لاحترام الذات، يتردد صداه بقوة حينما نتواجد بالصويرة، و على وجه التحديد في بيت الذاكرة، الذي يجسد بامتياز مكانة بلادنا القوية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي أضفت على الثقافة المغربية نوعا من الإلهام و التنوع و المحرك المحوري لتفرد المملكة و حداثتها الاجتماعية”.
و تابع أزولاي، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو، أول أمس الجمعة 25 أكتوبر الجاري، خلال ندوة دولية بالصويرة، بمناسبة الذكرى المئوية الثالثة لميلاد كانط، أحد كبار المفكرين في التاريخ الغربي، (تابع بأنه) “بعد ثلاثة قرون من ولادته، أصبح فكر كانط أكثر راهنية من أي وقت مضى، و ثمينا بشكل خاص بالنسبة لنا في هذه الأوقات، حيث أصبحت التراجعات و الأفكار الرجعية طاغية في كل مكان حولنا”، مشددا على أن “الأفكار الرجعية هي نقيض ما قاله و كتبه الفيلسوف الألماني العظيم في نهاية القرن الثامن عشر”.
و قال مستشار جلالة الملك “إن تنظيم هذا المنتدى الكانطي ببيت الذاكرة بالصويرة يجد كل شرعيته عندما نقيس كل هذه المواعيد التي غاب عنها عالم يدير ظهره في كثير من الأحيان لكونية حقوق الإنسان الأساسية، و التي لا يمكن أن يكون لها معنى إلا عندما يتم الاعتراف بها للجميع و يتمتع بها الكل”.
ثم استطرد قائلا:”هنا أيضا يتواجد الفكر الكانطي في الصويرة”، موضحا: “فهمنا منذ زمن طويل استنادا إلى كانط أنه لم يعد بإمكاننا التفكير مثلما كان ذلك قبله، و هو الذي دعا، في نهاية القرن الثامن عشر، إلى ضرورة وضع عقلانية الفكر في خدمة القيم الكونية المثلى و السلم”.
و يرى أزولاي أن “هذه الملاحظة تظل وثيقة الصلة بالموضوع و تكرر صدى عقيدة أخرى يلخصها كانط في ثلاثة أسئلة: ماذا يمكنني أن أعرف؟ ماذا يجب على أن أفعل؟ ما هو المسموح لي أن آمل فيه؟”.
و خلص أزولاي قائلا: “إنها دعوة للتفكير و التربية و الأخلاق، و هي ثلاثية وجودية سعت مدينة الرياح إلى تحقيقها منذ فجر التاريخ”.
و أشارت باقي التدخلات، خلال الندوة المنظمة يومي 25 و 26 أكتوبر الحالي، إلى أن العقلانية النقدية و الأخلاق الكونية التي يدعو إليها كانط تقدم معايير أساسية في عالم يتسم بأزمات متعددة، حيث تهدد الفردية و التعصب الحياة معا.
كما تطرقت لمسؤولية المؤسسات الأكاديمية و الثقافية في نقل التراث الكانطي إلى الأجيال الصاعدة، من أجل تعزيز ثقافة الحوار و الاحترام المتبادل، مشيرين إلى أن الفكر الكانطي، الذي مرّ عليه ثلاثة قرون، يظل بوصلة لفهم العلاقات الإنسانية و أسس التعايش السلمي.
و ناقشت شخصيات مرموقة في المجالات الأكاديمية و العلمية و الثقافية، خلال هذا اللقاء العلمي، المنظم بشكل مشترك من قِبل مركز الدراسات و الأبحاث حول القانون العبري بالمغرب و مؤسسة كونراد أديناور- المغرب و جمعية الصويرة موكادور، (ناقشت) الفكر الكانطي في علاقة بالتحولات الاجتماعية و العرقية و الثقافية المعاصرة.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء