أكاديمية مراكش تشارك في تنظيم معرض توعوي للحد من زواج القاصر
محمد أبو مروة
مدير الأكادمية: الهدر المدرسي يشكل رافدا أساسيا لتزويج القاصرات
شهدت أروقة أحد فنادق مراكش، صباح الأربعاء 22 ماي الجاري، تنظيم معرض صور فوتوغرافية لعدد من الأطر الفاعلة بقطاع التعليم بجهة مراكش ـ آسفي، و لفنانين و إعلاميين و طلبة، مرفقة بنص قصير لصاحب الصورة، يعبّر من خلاله عن رأيه و تعليقه الشخصي على موضوع تزويج القاصرات.
المعرض، المنظم تحت شعار ” فوق الحدود “، من طرف منظمة “مشروع تحليق” و الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش ـ آسفي، و بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية، يهدف إلى تسليط مزيد من الأضواء الكاشفة على المخاطر التي تؤدي إلى زواج القاصرات، و إبراز عواقبه الوخيمة على صحة و تعليم ومستقبل الآلاف من الفتيات اللواتي يتزوجن كل سنة و هن في مرحلة الطفولة.
و افتتح فعاليات المعرض مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة مراكش آسفي، و مريم مونتاغ Mériem Montague، الرئسية التنفيذية لمنظمة “مشروع تحليق”، وممثلين عن الوكالة الفرنسية للتنمية، و بحضور شخصيات من مشارب فكرية وفنية و جمعوية مختلفة و عدد من التلاميذ و الآباء والطلبة .
و قد اعتبر الكريمي، في كلمة بالمناسبة، أن الحضور و المشاركة في هذا الملتقى التواصلي التحسيسي يندرج في إطار الحرص الذي توليه الأكاديمية لضمان متابعة الفتيات تمدرسهن إلى نهاية التعليم الإلزامي، عبر العمل على الحد من زواج القاصرات، انطلاقا من قناعة واقعية مفادها أن الهدر المدرسي يشكل رافدا أساسيا لتزويج القاصرات.
و ذكّر بالمبادرة التي أطلقتها الأميرة للا مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، سنة 2020، ولا سيما في الشق المتعلق بالحد من الهدر المدرسي، و الوقاية من زواج القاصر؛ حيث تم تجسيد هذا الالتزام بتوقيع اتفاقية إطار للشراكة والتعاون بين النيابة العامة و وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بتاريخ فاتح مارس 2021.
من جهتها، قالت مريم مونتاغ Mériem Montague إن المقاربة القانونية لم تعد وحدها كافية لمحاربة هذه الظاهرة، لافتة إلى وجوب اعتماد برامج موازية ذات أبعاد تربوية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية، قصد التحسيس بخطورة هذه الظاهرة و انعكاساتها السلبية على المجتمع.
يشار إلى أن معرض الصور كان من انجاز الفنان العالمي Alain neocohen ، و هو أحد الفنانين الكبار في محراب الفن الفوتوغرافي، و أبرز رواد هذا الفن في العالم بلا منازع.
و قد استطاع أن ينقل التصوير من فعل مهني حرفي إلى فعل ثقافي و فكري، و جعل من الصورة قيمة جمالية فائقة الروعة، إذ أنتج صورا فوتوغرافية مختلفة تداولها عدد من المواقع و الصحف العالمية، خاصة عن مدينة مراكش.
و يجزم العديد من المهتمين أن صور نيوكوهين تعتبر نصوصا بصرية يكتبها بالضوء و الظل ثم بالألوان.
يُذكر، أيضا، أن مشروع “تحليق”، الذي تشرف على إدارته مريم مونتاغ Mériem Montague، انطلق، سنة 2015، و يستهدف الفتيات المراهقات في المناطق القروية و شبه القروية الأكثر تعرضا لخطر زواج القاصرات.
و قد فاز المشروع بعدد من الجوائز على الصعيد الوطني و الدولي، أهمها جائزة ‘‘With and For Girls”، سنة 2019، و ذلك تقديرا للعمل المؤثر لهذه المنظمة، التي تنشط في أكثر من 30 موقعا في جميع أنحاء المغرب.