إسرائيل تعلن اغتيال حسن نصر الله
نعاه حزب الله في بيان رسمي
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت 28 شتنبر الجاري، عن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في الغارات العنيفة التي استهدفت، مساء أمس، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
و قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل واحدة منها طنا من المتفجرات، لاغتيال نصر الله، مضيفا أن قواته “تركز على إزالة التهديدات بهجمات إرهابية بما فيها صواريخ موجهة قد تستهدف نقاطا إستراتيجية”.
من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة إكس، بأن الجيش اغتال، أيضا، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، علي كركي، و عددا آخر من القادة خلال الغارات نفسها.
كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التقديرات تشير إلى أن القيادي في حزب الله، هاشم صفي الدين، لم يقتل في الهجوم الذي دمر أبنية بالمربع الأمني للحزب في “حارة حريك”.
و أكد حزب الله مقتل أمينه العام، و نعاه، في بيان رسمي، قائلا: “سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه و رضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء و الأئمة الشهداء”.
و أضاف: “لقد التحق سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الإسلامية، عام 1992، حتى تحرير لبنان 2000، و إلى النصر الإلهي المؤزر 2006، و سائر معارك الشرف و الفداء، وصولا إلى معركة الإسناد و البطولة دعما لفلسطين و غزة و الشعب الفلسطيني المظلوم”.
و أشار البيان إلى أن “قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى و الأقدس و الأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات و الشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو و إسنادا لغزة و فلسطين و دفاعا عن لبنان و شعبه الصامد و الشريف”.
من هو حسن نصر الله؟
حسن نصر الله، الذي يقرّ خصومه قبل قواعد حزبه، بأنه خطيب مفوّه يتمتع بكاريزما، من مواليد 31 غشت 1960 بقرية البازورية بجنوب لبنان.
التحق بالحوزة العلمية في النجف بالعراق، سنة 1976، ثم انتقل إلى مدينة قم بإيران، نهاية الثمانينيات، لمواصلة تعلميه الديني.
انضم لحركة أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” و عُيِّن مسؤولا سياسيا عن منطقة البقاع، قبل أن ينسحب منها و يلتحق بحزب الله، الذي تأسس بدعم قوي من إيران في 1982، و الذي تولى فيه مهمة مسؤول عن منطقة بيروت، عام 1985.
تولى نصر الله مهمة الأمين العام للحزب، في 1992، بعدما اغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر، و نجح الحزب في عهده في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، عام 2000، و هو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما.
تمتع نصر الله بشعبية كاسحة في البلدان الإسلامية، لدى الشيعة و السنة، خلال فترة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تنحسر بسبب انغماس الحزب في أتون الصراعات السياسة اللبنانية الداخلية، خاصة في أحداث 7 ماي 2008 التي نفذها مسلحون من الحزب ضد السنة في أحياء بيروت الغربية و الدروز في بعض مناطق جبل لبنان، ناهيك عن مشاركته مساندا نظام الأسد في الحرب السورية.