الكنيدري: الدورة الـ53 لمهرجان الفنون الشعبية بمراكش حققت نجاحا كبيرا
قال مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، محمد الكنيدري، إن النسخة الـ53 من هذه التظاهرة العريقة حققت نجاحا باهرا و عرفت إقبالا جماهيريا كبيرا.
و أوضح الكنيدري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العروض المقدمة ضمن فعاليات هذا الحدث الفني الكبير، الذي يغوص في أعماق التراث المغربي اللامادي، شهدت تجاوبا بين الفنانين و الجمهور من مختلف الفئات والأعمار، لاسيما الشباب.
و أبرز في هذا السياق، أن من بين الأدوار الرئيسية التي يضطلع بها المهرجان تحبيب هذه الفنون التقليدية الجميلة بإيقاعاتها و كلماتها الرائعة لفئة الشباب و تقريبها منهم و توعيتهم بأهمية الفنون الشعبية.
و أشار إلى أن النسخة الـ53 للمهرجان تعتبر انطلاقة جديدة و قوية بعد جائحة كوفيد-19، و تميزت بالعودة لتقليد “ليلة النجوم” التي دأبت إدارة المهرجان على الاحتفاء من خلالها في كل دورة برمز من رموز الأغنية العربية، حيث احتفت نسخة هذه السنة بالفنان نعمان لحلو.
و تابع أن هذه التظاهرة شهدت هذه السنة، و لأول مرة، “إدراج برنامج جديد ضمن فقراتها يتمثل في الليالي الموضوعاتية التي أضفت نكهة خاصة ورائعة على فعاليات المهرجان من خلال المواضيع المهمة التي تناولتها كعلاقات الصداقة بين المغرب و الصين، و إبراز بعض أشكال الفنون الشعبية المغربية و التعريف بها وتقريبها للجمهور كأحواش الأطلس الكبير، و الراي و الركادة، إلى جانب إبراز صلة الوصل القوية بين الفنون الشعبية و الفلكلور و الموسيقى و الغناء العصري”.
وفي إطار انفتاح المهرجان على فنون شعبية أجنبية، أوضح الكنيدري أن “استضافة الصين كضيف شرف نسخة هذه السنة تأتي في إطار تفعيل الدبلوماسية الفنية و انطلاقا من العلاقات المتميزة و الجيدة بين المغرب و الصين والتي شهدت تطورا ملحوظا، خاصة منذ الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016”.
و قال في هذا السياق، إن مشاركة ثلاث فرق صينية في هذا الحدث الفني و التراثي البارز يندرج في سياق النهج الذي يعتمده المهرجان والقائم على انفتاح الفلكلور المغربي على أشكال فنية أخرى أجنبية تجسيدا لقيم التلاقح و التلاقي و الحوار بين الثقافات و الفنون و بين الفرق المغربية و الأجنبية المشاركة.
و تابع أن “استضافة هذه الفرق الأجنبية على امتداد دورات المهرجان تتوخى تعزيز الوعي لدى الفنانين المغاربة بأهمية ما يحملونه من موروث فني و ثقافي يتعين الحفاظ عليه و الاعتناء به و ممارسته نظرا للحمولة الغنية للفنون الشعبية”.
و اعتبر أن هذا التنوع، الذي يشهده المهرجان، من حيث مشاركة الفرق المحلية و الوطنية و الأجنبية، يتيح الفرصة للزائر المغربي و الأجنبي لاكتشاف الفنون الشعبية لبلدان أجنبية، و الاستمتاع بالفنون الشعبية لمختلف مناطق المملكة كتراث لامادي غني و أصيل.
من جهة أخرى، أكد الكنيدري أن المهرجان يساهم بشكل كبير في خلق دينامية اقتصادية مهمة بالمدينة الحمراء و يسهم في تعزيز إشعاع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة التي تزخر بتراث عريق.
يشار إلى أن هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، تحت شعار “الإيقاعات والرموز الخالدة”، تعرف مشاركة مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، بالإضافة إلى العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين و اندونيسيا و بوركينا فاسو.
وتوزعت فضاءات عروض و فقرات نسخة هذه السنة، المنظمة من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، و ولاية جهة مراكش ـ آسفي و عدد من الشركاء الآخرين، بين ساحة جامع الفنا، و ساحة جنان الحارثي، و المسرح الملكي، و قصر الباهية التاريخي.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء