بعد منع جمهور من رفع “تيفو” مندد بماكرون..أحداث شغب تندلع بملعب مراكش وتخلف إصابة 6 رجال أمن
تجري المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، ابتداءً من مساء أمس الأحد 24 شتنبر الجاري، بحثا قضائيا تمهيديا بشأن أحداث الشغب التي شهدها الملعب الكبير ومحيطه، بعد المباراة التي جمعت بين فريقي الكوكب المراكشي و الوداد الفاسي، برسم الدورة الثالثة من القسم الثاني للبطولة الاحترافية، و هي الأحداث التي أكدت مصادر مطلعة بأنها أسفرت عن إصابة 6 عناصر من القوات العمومية، و إلحاق خسائر بمنشآت الملعب و بسيارتين للوقاية المدنية.
و حسب المصادر نفسها، فقد انطلقت الشرارة الأولى لأحداث الشغب قبل المباراة بساعات، بعد قرار منع فصيل “الكريزي بويز” المناصر للكوكب المراكشي من رفع “تيفو” مندد بمواقف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، العدائية ضد المغرب، و ببعض القرارات الحكومية.
و تابعت المصادر نفسها بأن جمهور الفصيل المذكور، الذي يصل عدده لحوالي 3000 مشجع، دخل للملعب وتلوا الفاتحة ترحما على ضحايا الزلزال، ثم غادروا المدرج الجنوبي، بعد مرور دقائق قليلة على انطلاق المباراة، التي انتهت بفوز الكوكب بهدفين لصفر.
و سرعان ما انطلقت أحداث الشغب، خاصة من المدرجين الشرقي و الغربي، فقد أوضحت مصادرنا بأنه تم تكسير المدرجات الإسمنتية لاستعمالها كحجارة لرشق القوات العمومية، كما اقتُلعت الكراسي و استُعملت المسامير و البراغي المثبتة لها في الاعتداء على رجال الأمن، و تم إشعال الشهب الاصطناعية.
و قد تم نقل عناصر الأمن المصابة إلى المستشفى الجامعي، كما تعرضت سيارة للوقاية المدنية لتخريب كامل، و أخرى للإتلاف و سرقة تجهيزاتها، في الوقت الذي تحدثت المصادر ذاتها عن توقيف 6 أشخاص داخل الملعب، بينهم قاصرين.
من جهته، قال رشيد النايفي، مدير الملعب الكبير بمراكش، “إن أحداث الشغب تأتي في ظرف خاص و استثنائي بعد الزلزال المدمر، الذي قدّم فيه المغاربة للعالم دروسا في التضامن والتآزر، و وقعت أمام تلاميذ إقليم الحوز الذين حضروا إلى جانب السيد والي الجهة لمتابعة المقابلة، التي تجري في مدينة مراكش المرشحة لاحتضان مباريات كأس إفريقيا (2025) وكأس العالم (2030)”.
و أكد، في تصريح لـ”البهجة24″، بأن حوالي 50 عنصرا من فصيل”الكريزي بويز”، حلوا بدون سابق إخبار، على الساعة الـ11 والنصف من ليلة السبت، أمام باب الملعب، يطالبون بالدخول، لتهيئ “التيفو” المزمع رفعه، وهو ما تم الإذن لهم به بمقتضى محضر أعدته لجنة مختلطة، مكونة من الأمن الوطني و الدرك الملكي و القوات المساعدة و إدارة الملعب.
و تابع بأنه و بينما كان عناصر الفصيل يهمون بالدخول أرادت القوات العمومية إجراء معاينة أمنية روتينية للمعدات التي كانوا يحملونها، غير أنهم رفضوا ذلك بمبرر أن “التيفو” لا يمكن الكشف عن مضمونه و لا عن الرسالة التي يريدون إيصالها من خلاله، قبل أن يقرروا الانسحاب جماعيا، في حدود الرابعة من صباح أمس.