تصوير رئيس مقاطعة جليز لمستفيدين من قفة رمضان يثير الجدل بمراكش
المقاطعة خصصت 280 مليون سنتيم لشراء 10400 “قفة رمضانية” تكلف الرئيس والأعضاء باختيار المستفيدين منها وتوزيعها عليهم
لم تكد تمضي سوى ساعات قليلة على نشره، مؤخرا، صورا بصفحته على الفايسبوك و هو يوزع “قفة رمضان” على معوزين، حتى عبرّت فعاليات جمعوية و حقوقية عن استيائها من نشر عمر السلكي، رئيس مجلس مقاطعة جليز بمراكش، صور محتاجين و هم يتسلمون منه مساعدات غذائية بمناسبة الشهر الفضيل.
و اعتبر بعض الجمعويين بأن نشر الصور “أفرغ المبادرة من محتواها الإنساني و حوّلها إلى حملة انتخابية سابقة لأوانها”.
و وصف آخرون التذرع بتوثيق العملية لدواعٍ إدارية صرفة بـ”المبررات الواهية”، موضحين بأنه لو كانت النوايا صادقة لتم الاكتفاء بالتوثيق دون عرضها على رؤوس الأشهاد، و خالصين إلى أن نشر صور المستفيدين و هم يتسلمون المساعدات بمواقع التواصل الاجتماعي يعد “امتهانا لكرامتهم”.
في المقابل، اعتبر السلكي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بأن نشر الصور اقتصر على مجموعة من أعضاء جمعية “التضامن لرعاية المسنين”، و بينهم رئيسها، مضيفا بأن العملية تمت باستشارة مع الجمعية.
و تابع، في تصريح لـ”البهجة24″، بأن التصوير اقتصر على بضعة مستفيدين في الوقت الذي قال فيه إن المقاطعة وزعت أكثر من 10 آلاف قفة.
و أشار إلى أن جمعيات أخرى استفادت من المساعدات، من قبيل: جمعية مرضى السيدا، و جمعية المصابين بالسرطان، و جمعية المهاجرين الأفارقة.
و خلص إلى أن العملية “تدخل في إطار تنزيل البرامج الحكومية ذات الطابع الاجتماعي، و ليست لها أي أهداف انتخابية”.
يُذكر بأن مجلس مقاطعة جليز خصص 2804360 درهما (أكثر من 280 مليون سنتيم) لشراء المواد الغذائية للمحتاجين، خلال رمضان الجاري.
و قد تكلف الرئيس و أعضاء المجلس بانتقاء المستفيدين من 10400 “قفة رمضانية” و توزيعها عليهم، إذ تم تخصيص 245 قفة لكل عضو، و ما يقارب 300 قفة لنواب الرئيس، الذي خُصص له حوالي 1000 قفة.
في غضون ذلك، يطالب منتخبون و جمعيون بمراكش باعتماد السجل الاجتماعي الموحد في تحديد المستفيدين من المساعدات التي تقدمها المقاطعات، معتبرين بأن اعتماد السجل الموحد هو الطريقة العادلة و المنصفة لتوزيع المساعدات الغذائية الرمضانية، بعيدا عما وصفوه بـ”الإقصاء و الاستغلال الانتخابوي”.