تقديم المبادرة الملكية الأطلسية خلال ندوة بجامعة نيويورك

في ندوة بكلية “ستاتن آيلند” التابعة لجامعة مدينة نيويورك، تم، أمس الجمعة 21 فبراير الجاري، تقديم المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس.
واستعرض سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، الرؤية الطموحة لهذه المبادرة الملكية التي “تروم إحداث التحول دون الإقصاء، والاندماج عوض التنافس، وتحقيق الثروة دون زرع التفرقة”، موضحا أن هذه الرؤية تعد نموذجا مبتكرا للتعاون الإقليمي الذي يخدم التنمية المستدامة والازدهار المشترك.
وفي مداخلة خلال اللقاء، الذي حضره أكاديميون ودبلوماسيون وإعلاميون بمناسبة الندوة الدولية الثالثة للمستكشف مصطفى الأزموري “إستيبانيكو”، والذي تناول التبادل عبر ضفتي المحيط الأطلسي، أبرز العمراني أن هذه المبادرة الرائدة شكلت تحولا جوهريا في التعاون الأطلسي.
وأوضح السفير أن هذه المبادرة أضحت “واقعا ميدانيا” يحقق نتائج ملموسة، وتروم مد جسور إستراتيجية من أجل ربط إفريقيا بمنطقة المحيط الأطلسي الأوسع، باعتباره مجالا بحريا هاما.
واستعرض العمراني المحاور الرئيسية لهذه الرؤية الطموحة، لاسيما تطوير البنيات التحتية الرئيسية للموانئ لربط الأسواق الإفريقية والأمريكية، مما يمنح القارتين العديد من الفرص.
كما تناول النقاش تنفيذ مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يكتسي قيمة مضافة عالية، ويعزز الاندماج الإقليمي والازدهار المشترك، وكذا تسخير خبرات المغرب في المجال الزراعي للاستجابة لتحديات الأمن الغذائي في القارة الإفريقية.
وأشار السفير إلى أن أبرز السمات المحددة للمبادرة الملكية تكمن في مقاربتها للشراكة. وقال إن “إفريقيا أصبحت، من خلال هذه المبادرة، في طليعة الشراكات الجديدة عبر المحيط الأطلسي”، مستعرضا التحول الذي أحدثته في ديناميات التعاون من خلال الارتقاء بإفريقيا إلى مرتبة الشريك المتكافئ.
واعتبر أن هذا المنظور يشكل قطيعة ملحوظة مع الدينامية التقليدية للتعاون بين الشمال والجنوب التي طبعت العلاقات بين البلدان الأطلسية، مسجلا أن المبادرة الملكية ترسي أسس “شبكة تعاون متعددة الاتجاهات تعود بالنفع على كافة الفاعلين”.
وعرف هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع الخطوط الملكية المغربية والمكتب الشريف للفوسفاط وجهة الدار البيضاء-سطات، مشاركة الأستاذين بجامعة الحسن الثاني، شعيب حليفي وتوفيق الجعفري، والأكاديميين الأمريكيين بول شنايدر وإفرايم آيزاك وجون وينغ.
وبهذه المناسبة، تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ممثلة بسميرة الركيبي، رئيسة قسم الدراسات الإنجليزية، وكلية “ستاتن آيلند” بجامعة مدينة نيويورك، ممثلة برئيسها تيموثي لينش. وتهدف هذه الاتفاقية تعزيز التعاون والتبادل الأكاديمي بين المؤسستين.
كما تم بالمناسبة ذاتها عرض أعمال للفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر. وترصد لوحات الفنان المنحدر من مدينة أزمور، صورا للمستكشف “إستيبانيكو” ولمسقط رأسه.
وتم كذلك تقديم أعمال الفنان المغربي المقيم بنيويورك، عبد الإله الناصف.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء