حضور أبدوح في المنصة يشعل مواجهة بين استقلاليي مراكش و يوقف مؤتمرهم الإقليمي
لم تمض سوى أقل من 30 دقيقة على انطلاقه، حتى توقفت أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاستقلال بمراكش، عصر اليوم الأحد 21 أبريل الجاري، بمقر الحزب بحي “عرصة المعاش”، بسبب الاحتجاج ضد اعتلاء عبد اللطيف أبدوح، المنسق الجهوي للحزب، منصة المؤتمر إلى جانب مبعوث اللجنة التنفيذية، النعم ميارة، في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب.
فما إن ولج ميارة قاعة “المجاهد عبد القادر حسن” التي كانت تضم حوالي 250 مؤتمرا، و اعتلى المنصة و أبدوح على يمينه و القيادية سعيدة أبو علي على يساره، حتى تعالت صيحات مؤتمرين مطالبين بأن يقتصر الحضور في المنصة على ميارة، باعتباره رئيسا للمؤتمر الإقليمي، و محمد الدريوش، رئيس لجنته التحضيرية، بالإضافة إلى المفتشين الثلاثة بعمالة مراكش: يونس بوسكسو، عن منطقة مراكش ـ المنارة، و مصطفى الماوي، عن منطقة سيدي يوسف بنعلي، و رشيد كروم، عن مراكش ـ المدينة.
و لم تلبث الهتافات أن تحولت إلى شعارات ضد من وصفوهم بـ”رموز الفساد”، و مطالبة بـ”رحيل أبدوح”، المحكوم عليه في قضية كازينو السعدي بخمس سنوات سجنا نافذا لإدانته بجنايات تتعلق بتبديد أموال عامة.
و سرعان ما تطورت الشعارات ضد اعتلاء أبدوح المنصة إلى احتجاجات ضد ميارة، بسبب إصراره على بقاء المستشار البرلماني السابق أبدوح برفقته في منصة المؤتمر المنظم تحت شعار:”التخليق..ميثاق متجدد”.
و في حدود الرابعة و النصف عصرا، توقفت أشغال المؤتمر الذي كان مقررا أن ينتخب خلاله المؤتمرون 42 منتدبا ممثلا لمراكش بالمؤتمر العام، المزمع عقده في بوزنيقة، نهاية الأسبوع القادم، على أن يُنتخب من بينهم 14 عضوا بالمجلس الوطني للحزب.
و بعدما انتقل ميارة إلى الطابق العلوي برفقة مجموعة من الموالين له، خاصة من المنتمين لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يشغل مهمة كاتبها العام، التحق بهم المحتجون، ليلجأ رئيس مجلس المستشارين و من معه إلى مقر النقابة المجاور.
و بعد منع المحتجين من ولوجه، تحول الصراع الذي بدأ تنظيميا إلى مواجهات و تبادل للضرب، ما أسفر عن إصابة بعض المؤتمرين و القياديين بجروح، بينهم محمد طوالة، عضو اللجنة المركزية.
و يحمّل المحتجون ميارة مسؤولية “نسف المؤتمر بإصراره الغريب على بقاء أبدوح معه في المنصة رغم إجماع المؤتمرين على التنديد بما يشكله ذلك من خرق للضوابط التنظيمية الاستقلالية”.
و جزموا بأن ميارة “أخفق في تدبير هذا الاستحقاق التنظيمي الحزبي”، معتبرين “تلفظه بكلمات نابية في حق المناضلين المراكشيين و تعامله معهم باستعلاء، لا يليق بقيادي في نقابة و حزب عريقين، و بما يُفترض أن يتحلى به أي رجل دولة يتبوأ منصبا رفيعا من كياسة و رزانة و تحفظ”.
في المقابل، علّل قيادي حزبي، فضّل عدم الإشارة إلى اسمه و صفته، حضور أبدوح و أبو علي في المنصة بكونهما عضوين في اللجنة التنفيذية.
و اعتبر بأن الاحتجاج ضد أبدوح لم يكن سوى ذريعة اتخذتها الأقلية لنسف المؤتمر الإقليمي، بعدما تيقنوا من أنهم لن يفوزوا بعدد وازن من المنتدبين للمؤتمر الوطني.
و أضاف بأن المؤتمر تمكن، بشكل جزئي، من انتخاب 18 منتدبا بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، بينهم 6 أعضاء في المجلس الوطني.