خبراء يدعون من مراكش إلى تعزيز مقاربة تجمع بين الماء والطاقة والأنظمة الغذائية

خبراء يدعون من مراكش إلى تعزيز مقاربة تجمع بين الماء والطاقة والأنظمة الغذائية

دعا المشاركون في جلسة نُظمت على هامش أشغال الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، اليوم الاثنين فاتح دجنبر 2025، بمراكش، إلى تعزيز مقاربة تجمع بين الماء والطاقة والأنظمة الغذائية.

وأكد المتدخلون خلال هذه الجلسة المنظمة حول موضوع “الترابط والتفكير النظامي في تدبير الماء: ربط القطاعات من أجل صمود أكبر”، على ضرورة تعزيز المقاربة التي تجمع بين الماء والطاقة والأنظمة الغذائية ودعم أنظمة الصحة من خلال توطيد التخطيط في مجال المياه وإدماج البعد الصحي في تدبير الموارد المائية.

كما شددوا على أهمية النهوض بالشراكات المتعددة لتشجيع الابتكار في أنظمة المياه وتحسين الكفاءة بين القطاعات وخاصة الفلاحة والبيئة والصحة، من أجل ضمان المرونة والمساواة في الولوج لهذه المادة الحيوية وتدبيرها.

ودعا المتدخلون، أيضا، إلى تجاوز العوائق التقنية من أجل تفعيل هذا الترابط، بما في ذلك الخصاص في الآليات وقلة المعارف، مشيرين إلى أن الهدف الأسمى يتمثل في التوصل إلى تدبير مندمج للماء مع إعداد سياسات عمومية منسجمة قائمة على رؤية منهجية.

وأوصوا من جهة أخرى، بالاقتصاد في الماء الصالح للشرب في الأنشطة الفلاحية، وزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة في هذه الأنشطة، وكذا تطوير الأسمدة الخضراء المستخلصة من الفوسفاط بغية تحسين صحة التربة والتوجه نحو تحقيق الحياد الكربوني.

كما أبرز المتدخلون ضرورة إرساء آليات تنظيمية وجبائية ومالية محفزة من أجل النهوض بالممارسات المستدامة والتقليص من تكلفة المدخلات وتحفيز الولوج إلى التكنولوجيا الرقمية عبر حلول فلاحية وتعزيز الحكامة بفضل منصات محلية توفر الطاقة والخدمات.

ودعوا في الختام إلى انخراط كافة الأطراف المعنية وتعزيز التعليم والتحسيس بندرة المياه، مع التأكيد على أن تحقيق الجمع بين الماء والطاقة يمر عبر التوافق الاستراتيجي بين هذين القطاعين.

ويشكل هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية الملكية السامية، بشراكة بين وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية للموارد المائية، فرصة لاستكشاف حلول مبتكرة واستراتيجيات ومقاربات تكيفية لتدبير الموارد المائية في عالم يشهد تغييرات مستمرة.

ويوفر هذا الحدث، المقام تحت شعار “الماء في عالم يتغير .. الابتكار والتكيف”، منصة للخبراء والممارسين والباحثين وصناع القرار والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتبادل المعارف، وعرض الأبحاث المبتكرة، وإقامة شراكات، وتطوير حلول عملية مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بحكامة الماء وأمنه واستدامته على الصعيد العالمي.

ويشمل برنامج الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء مائدة مستديرة وزارية، وأربع جلسات نقاش رفيعة المستوى، وأكثر من 140 جلسة تقنية يقدمها خبراء دوليون، إضافة إلى فعاليات موازية لتعميق النقاش حول مواضيع متخصصة ومساحة واسعة للعرض مخصصة لبسط أحدث التقنيات والمشاريع المائية المبتكرة.