فيضانات مراكش..حقوقيون يحمّلون المجلس مسؤولية تصدع البنيات التحتية
بعد الفيضانات الأخيرة، حمّل فرع “المنارة” للجمعية المغربية لحقوق الإنسان جماعة مراكش “مسؤولية تصدع بنيات تحتية عند أول امتحان، و كأنها منجزة لملاءمة الجفاف…”.
و قالت الجمعية، في بيان أصدرته، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر الحالي، أن “مشاريع جماعية لم يمض على إنجازها سوى شهور ظهرت بها عيوب حتى قبل التساقطات المطرية”، محذرة من مغبة “نهج الأساليب نفسها خلال تنفيذ برامج قادمة ستبتلع ميزانيات ضخمة، معلن عنها طرف المجلس الجماعي أو مجلس الجهة”.
و استنكرت الجمعية “عدم اتخاذ إجراءات استباقية من طرف المجالس الجماعية و السلطات رغم النشرة التحذيرية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية و شكايات السكان”.
و طالبت بافتحاص تقني للمنجز من البنيات التحتية التي قالت إنها تشوبها “اختلالات تبيّن غياب المهنية و المراقبة”، و مؤكدة على ضرورة “إخراج مخطط التهيئة الحضرية للوجود و القطع مع الارتجالية في مجال العمران و تقوية المراقبة من طرف مختصين و كفاءات للمشاريع الجماعية”.
و طالب البيان بـ”التصدي لعدم احترام المعايير التقنية”، مستنكرا ” غياب الصيانة الضرورية للبنيات التحتية”، و داعيا المختبرات المكلفة بمتابعة الأشغال إلى “اعتماد الشفافية و الصرامة في تتبع المشاريع الممولة من المال العام” .
كما حمّلت الجمعية وزارة التجهيز مسؤولية “وضعية الطريق الوطنية رقم 7 بين مراكش و تامنصورت لعدم تفاعلها مع شكايات الجمعية و ساكنة جماعة حربيل بضرورة تعلية الطريق قبل مشروع إعادة تعبيدها…”.
و اعتبر البيان أن الأمطار الغزيرة، لمدة 20 دقيقة، كانت “كافية لإحداث أضرار بليغة بممتلكات السكان، و لتكشف عن هشاشة البنيات التحتية، و عدم احترام المعايير التقنية لإنجازها”.
و تابع أنه، و بعد 24 ساعة على الأمطار، “بقيت العديد من الشوارع غارقة في الأوحال و البرك المائية”.
و أشار إلى أن “الأمطار الرعدية شلت حركة السير بالطريق الوطنية رقم 7 بين تامنصورت و مراكش لأكثر من ثلاث ساعات بسبب اختلاط مياه الأمطار بمجاري الصرف الصحي بدواوير يُزعم أنها استفادت من إعادة الهيكلة كدوار القايد و آيت مسعود”، ناهيك عن “تسجيل حادث غرق طفلين شقيقين في بركة مائية من مخلفات الأمطار بمحيط دوار آيت علي، إذ تم انتشال جثتيهما بعد أزيد من 10 ساعات من البحث”.
و سجل البيان “غرق العديد من الشوارع الرئيسية بالمياه، بما في ذلك قنطرة بحي تاركة، و مطار المنارة الدولي الذي غمرت المياه بعض مرافقه رغم الإصلاحات بعد أحداث مماثلة، كما انهار جانب من السور المحيط به من جهة حي آزلي، ناهيك عن تحوّل الطريق المؤدية لحي آفاق بجماعة سْعادة إلى حفر تشكل خطرا على مستعمليها”.
و تجزم الجمعية أن “20 دقيقة من التساقطات المطرية، و رغم غزارتها، لا يمكن أن تحدث كل تلك الخسائر لولا العيوب المكشوفة و الأخطاء التقنية و غياب المراقبة…”.
كما تعتبر أن “تقصير السلطات المنتخبة و المحلية بمراكش و تامنصورت في محاربة المطارح العشوائية لمواد البناء بمحيط جبل جليز و لواديي بوزمور و القصيب بتامنصورت ساهم في جرف كميات من الأحجار و الأتربة بمجاري الصرف الصحي و اختناقها” .
و جدّدت الجمعية مطلبها بـ”ضمان حق سكان حي يوسف بن تاشفين (بين لقشالي) في الاستفادة من إعادة الهيكلة و السكن اللائق لعدم تكرار ما حصل مساء الأحد”.