وفاة الفقيه الحاج بوجمعة والد الكاتبين ياسين وطه عدنان

وفاة الفقيه الحاج بوجمعة والد الكاتبين ياسين وطه عدنان

انتقل إلى دار البقاء فضيلة الفقيه الحاج بوجمعة عدنان، الجمعة 7 مارس 2025، بمراكش، عن عمر ناهز 82 عاما، إثر حادثة سير وهو يعبر شارع “الداخلة” الصاخب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.

ونعاه ابنه، الكاتب والإعلامي ياسين عدنان، في تدوينة مؤثرة بصفحته على الفايسبوك، قال في مستهلها: “وُلد يوم جمعة من عام 1943، وسُمِّيَ بوجمعة تبرُّكًا بيوم مولده. كما قضى نحبَهُ يوم جمعة في السادس من رمضان الجاري، حسب التقويم الهجري في المغرب، وهو صائم وعلى وضوء في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة. يُقال إنّ لكل امرئ من اسمه نصيب. وها هو والدي قد استحقَّ اسمه يوم وُلِد ويوم مات، وإن شاء الله يوم يُبعَث حيًّا”.

وتابع: “ونحن نُشيّعه إلى مثواه الأخير في السابع من رمضان، منحتنا زخّات المطر هدنةً جديرةً بسلام روحه، هو الذي عاش حياته تقيًّا نقيًّا عابدًا زاهدًا. ولم يكن يسأل عن شيء في هذه الدنيا بقدر سؤاله عن المطر. وحينما عدنا لزيارة قبره أوّل أمس، بعد جمعةٍ من الغياب، كانت تُمطر شآبيبَ من السماء كما لو لتسقي قبره، وتغسل بعضًا من أوجاع أرواحنا المكلومة”.

وأضاف عدنان راثيا والده: “…اكتفى في سنوات عمره الأخيرة بكتابٍ توحّد به تماما: كان كتابُه القرآن. حفظه طفلًا وظل يرافقه في الحل والترحال. ولا شك أنه كان يقرأ غيبًا بعض آياته حين دَهمَتْهُ شاحنة وهو يعبر شارع الداخلة تلك الجمعة.

في روايتي “هوت ماروك”، توقّفتُ بشكل خاص عند هذا الشارع. وصفتُ فوضاه المريعة، فظنَّ بعض القرّاء أنّ ما كتبتُه كان محضَ مبالغاتٍ أدبية. واليوم، ها هو والدي يلفظ أنفاسه في عرض هذا الشارع الذي لم تزده الأيّام إلّا هرْجًا ومرْجًا وضراوةً وسوادًا. ومع ذلك، فالمسؤولون في هذه البلاد لا يقرؤون الأدب ولا يُصدّقون الكُتّاب”.

رحم الله الفقيه الفقيد وأكرم نزله، وتعازينا ومواساتنا لابنيه الأديبين، طه وياسين، ولباقي أفراد أسرته، سائلين الله عز و جَلّ أن يلهمهم جميل الصبر و السلوان.

و إنا لله و إنا إليه راجعون.