المغاربة في قلب أزمة ماء تضرب 4 ملايير شخص عبر العالم

المغاربة في قلب أزمة ماء تضرب 4 ملايير شخص عبر العالم

 

هل يقترب العالم من “يوم الصفر”؟ هل بدأت بوادر اليوم الذي يُفتح الصنبور فلا تُرشف منه أي نقطة ماء؟ هل وصلنا إلى مرحلة تضطر فيها السلطات العمومية إلى قطع إمداد المياه؟

هذه الأسئلة وسواها تجيب عنها صحيفة “لوموند” Le Monde الفرنسية في مادتها الرئيسية، لعدد اليوم الخميس 17 غشت الجاري، حول موضوع “الأزمة العالمية للماء”، اعتمدت فيه على تقرير صادم لمعهد الموارد العالمية، وهو معهد يستخدم أحدث البيانات لتحديد وتقييم مخاطر المياه حول العالم.

أزمة المياه تضرب 4 ملايير شخص

  يجزم معهد الموارد العالمية بأن العالم دخل مرحلة أزمة مياه غير مسبوقة تتفاقم بسبب التغيّر المناخي. الأزمة تضرب حاليا 4 ملايير شخص، و ما يقرب من نصف سكان العالم يواجهون فعليا ضغطا مرتفعا بسبب قلة المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة.

و حسب المعهد نفسه، فإن نسبة السكان المتضررين من ندرة الماء قد ترتفع إلى 60% بحلول سنة 2050، والاستهلاك المائي مرتفع لأنه يجري استهلاك ما لا يقل عن 60% من الموارد المائية المتاحة، ومن المرتقب أن يزداد الوضع سوءا بدون سياسات ترقّب جادة.

83 % من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجهون مشكل ندرة الماء

  اعتبارا من الآن، هناك 25 دولة تحت “ضغط شديد للغاية” بسبب عدم التوازن بين استهلاكها واحتياطي الماء لديها: البحرين، قبرص، الكويت، لبنان، سلطنة عمان، هي الدول الأكثر تضررا. فقد احتلت المرتبة الأولى في القائمة التي تضم الشيلي، اليونان، وتونس.

في جنوب آسيا يعاني 74% من السكان من نقص مائي كبير للغاية، وتمر العديد من البلدان بحالة حرجة. أما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فالوضع أكثر تدهورا: 83% من السكان يواجهون مشكل ندرة الماء.

و من المتوقع أن يعيش مليار شخص إضافي في العالم ظروفا صعبة لنقص الماء بحلول منتصف القرن الحالي، حتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلا، أي حتى لو تدنت درجات الحرارة.

“يوم الصفر”

  يستدل معهد الموارد العالمية بحالات عديدة قطعت خلالها السلطات العمومية إمداد المياه في دول معينة: الهند، المكسيك، إيران، وجنوب إفريقيا. ويوضح بأن كيب تاون، العاصمة التشريعية لجنوب إفريقيا، عاشت طيلة أشهر تحت تهديد “يوم الصفر”، أي دون تلقّي أي نقطة ماء من الصنبور.

يسلط تقرير المعهد الضوء على حالات غير متوقعة لندرة المياه، مثل انقطاع الماء الشروب، في يونيو الفارط، عن العديد من المدارس في ساسكس، في الجنوب الشرقي لانجلترا، لأن الطلب فاق العرض بسبب ارتفاع الحرارة خلال الشهر المذكور.

كما ذكّر التقرير بحالة فرنسا، خلال صيف العام الماضي، حين كانت 700 بلدية تتزود بالماء بواسطة شاحنات محملة بصهاريج.

علامة على تغيّر المناخ

  العالم، الذي شهد مؤخرا أكثر شهر يوليوز حرارة على الإطلاق، يركز على منحنى درجة الحرارة. لكن التقرير يعتبر بأن هناك علامة أساسية على تغيّر المناخ، والتي توجد في صلب جميع الاهتمامات، ألا وهي الماء ودورته الطبيعية الآخذة في التغير:هطول أمطار غزيرة وحالات جفاف شديدة.

و يتابع بأن نقص الماء يحتد لأن الإنسان ومعظم الكائنات الحية في حاجة إليه بشكل متزايد، فيما تضرب موجات الحرارة بشكل أكبر.