إعطاء انطلاقة أشغال بناء مستشفى إقليمي في ابن جرير بـ 46 مليار سنتيم
عبد الرحمان البصري
بعد إبرام صفقة إنجازه، من المقرر أن تُعطى انطلاقة أشغال بناء مركز استشفائي إقليمي بابن جرير، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، أواخر غشت الجاري، بعدما سبق للوكالة الوطنية للتجهيزات العامة الإعلان عن طلب عروض مفتوح لتشييد المؤسسة الاستشفائية المذكورة، التي رُصد لها غلاف مالي إجمالي يبلغ حوالي 460 مليون درهم (46 مليار سنتيم)، تشمل تكاليف الدراسات التقنية، البناء، والتجهيز.
و استنادا إلى مصادر مطلعة فمن المنتظر أن يمتد المستشفى الإقليمي على مساحة إجمالية تصل إلى 6 هكتارات، ثلاثة منها مبنية على طابق واحد (مستوى أرضي)، فيما الثلاثة الأخرى مخصصة للحدائق والممرات الداخلية ومواقف السيارات.
و وفقا للمصادر نفسها فإن طاقته الاستيعابية تبلغ 120 سريرا، موزعة على التخصصات الطبية التالية: أمراض النساء والتوليد (40 سريرا)، الطب العام (30 سريرا)، الجراحة (30 سريرا)، طب الأطفال (10 أسرّة)، والإنعاش (10 أسرّة).
وقد تم تحديد موقع المستشفى في المدخل الجنوبي للمدينة على عقار تابع للمجمع الشريف للفوسفاط بواجهة الطريق الوطنية المؤدية إلى مراكش، غير بعيد عن المركب الديني والثقافي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
و تتولى الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة عملية بناء المستشفى الإقليمي بالرحامنة، في إطار ممارسة مهامها المتعلقة بإنجاز مشاريع التجهيزات العامة، وتدبيرها وصيانتها بتفويض من أصحابها العموميين.
و سبق لها أن أجرت، الجمعة 25 فبراير 2022، مباراة لانتقاء أحسن تصميم هندسي معماري، وقبل ذلك فتحت، الثلاثاء 21 دجنبر 2021، الأظرفة المتعلقة بطلبات العروض المفتوحة الخاصة بإنجاز الدراسات الطبوغرافية، والجيوتقنية، والتتبع والمراقبة.
و بعد مرور أكثر من 13 سنة على إحداث الإقليم، قررت وزارة الصحة، أخيرا، بناء مستشفى إقليمي بالرحامنة، التي ظلت على الهامش معزولة لعقود طويلة رغم موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية، إلى أن بدأت العزلة تتفكك عنها تدريجيا مع إطلاق الملك محمد السادس مشاريع تنموية كبرى خلال أربع زيارات للمنطقة ( 12 و13 ماي 2008، دجنبر 2009، نونبر 2012، و12 يناير 2017).
و قد سبق إطلاق المشاريع الملكية إنجاز دراسات تشخيصية لواقع حال المنطقة و بلورة مقترحات لتنميتها اجتماعيا و اقتصاديا، وهي العملية التي تولتها مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، التي يترأسها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمّة، المشهود له بأياديه البيضاء على المنطقة، منذ أن ترأس مجلس بلدية ابن جرير، بين 1992 و1997، و هي الفترة الانتدابية التي يُجمع معظم المتتبعين لتدبير الشأن المحلي بعاصمة الرحامنة على أنها تميزت بالتدبير المالي الشفاف وإعمال المقتضيات والضوابط القانونية.
وكذا خلال انتخابه نائبا برلمانيا عن الدائرة التشريعية، في الانتخابات الجزئية صيف 1995 و انتخابات 7 شتنبر 2007، ثم ترؤسه مجددا مجلس الجماعة الحضرية لابن جرير، بين أواخر يونيو 2009 وبداية دجنبر 2011، إلى أن قدم استقالته من عضوية مجلس النواب والمجلس الجماعي بعد تعيينه من طرف الملك محمد السادس، الأربعاء 7 دجنبر 2011، مستشارا له بالديوان الملكي.