ابن جرير..قاضي التحقيق يودع صاحب وكالة لكراء السيارات السجن بشبهة حيازة الكوكايين ومحاولة إرشاء الدرك
حاول إرشاء الدرك بـ3500 درهم ونفى علاقته بالكوكايين المحجوز
ملف مثير حُجزت خلاله مخدرات صلبة يُشتبه في أنها معدة للترويج، و مبلغ مالي مقدم على سبيل الرشوة. فقد قرر قاضي التحقيق بابتدائية ابن جرير، أمس الأربعاء 18 دجنبر الجاري، إيداع صاحب وكالة لكراء السيارات السجن المحلي، على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري في مواجهته للاشتباه في ارتكابه جنحا متعلقة بـ”حيازة المخدرات و الإرشاء”.
القرار اتُخذ بعد انتهاء جلسة استنطاقه الابتدائي، التي جرت بناءً على ملتمس من وكيل الملك لدى المحكمة نفسها، بشأن إجراء تحقيق مع وضعه تحت الاعتقال الاحتياطي، و هو ما أيّده قاضي التحقيق الذي حرر أمرا مكتوبا بإيداعه السجن.
و في إطار ملف التحقيق ذاته، تقرر إخلاء سبيل مشتبه به آخر بكفالة مالية و التحقيق معه في حالة سراح.
و قد حدد قاضي التحقيق الخميس 27 دجنبر الحالي موعدا لجلسة استنطاقهما تفصيليا.
جلسة الاستنطاق الابتدائي سبقتها مسطرة التقديم التي أجراها المركز الترابي للدرك الملكي بجماعة “انزالت لعظم” بالرحامنة، صباح أمس، للمشتبه بهما، في حالة اعتقال، أمام أحد نواب وكيل الملك لدى المحكمة نفسها.
و بعد الانتهاء من التقديم، قررت النيابة العامة إحالتهما على التحقيق الإعدادي.
و تعود وقائع القضية إلى حوالي الـساعة الـ9 و النصف من ليل الاثنين الماضي، حين كانت عناصر الدرك الملكي بالمركز الثابت للمراقبة بجماعة “انزالت لعظم”، التي تبعد عن ابن جرير بحوالي 13 كيلو متر، بصدد إجراء عملية مراقبة أمنية روتينية لسيارة، من نوع “بوجو 208″، قادمة من مراكش و على متنها ثلاثة أشخاص، ليتبيّن أن ثمة مخدرات صلبة داخلها، قبل أن يلوذ سائقها بالفرار تاركا وثائق السيارة لدى عناصر الدرك الملكي.
و بعد عملية تتبع و مراقبة، أوقِف السائق بـ”المدينة الخضراء” بابن جرير، في حدود الـ11 ليلا، و تم حجز لفافات من مخدر الكوكايين، يبلغ وزنها حوالي 8 غرامات، و التي تم إرسال عيّنة منها إلى مختبر الدرك الملكي للأبحاث و التحليلات التقنية و العلمية لتحديد طبيعة المادة المحجوزة.
و بعد توقيفه، حاول سائق السيارة إرشاء الدركيين بأنْ قدم لهم 3500 درهم مقابل طلبه طي الملف، ليتم حجز المبلغ المالي لفائدة البحث التمهيدي، فيما أودعت السيارة بالمستودع البلدي.
و قد بيّن البحث الأمني الأولي أن الشخص الموقوف، البالغ من العمر 32 سنة، يملك وكالة لكراء السيارات بحي “الأمل” بعاصمة الرحامنة.
و حسب مصادر مطلعة، فقد نفى الشخص الموقوف علاقته بالكوكايين المحجوز، مصرحا تمهيديا بأنه يعود لشخص كان يجلس بالمقاعد الخلفية للسيارة، و عازيا تقديم المبلغ المذكور للدرك إلى أنه كان يحاول أن ينأى بنفسه عن هذه القضية التي وجد نفسها متورطا فيها، بينما أرجع فراره من الحاجز الأمني إلى هول الصدمة التي قال إنها أصابته بعد العثور على المخدرات القوية بسيارته.
و وفقا للمصادر عينها، فإن حجز حوالي 13 لفافة من الكوكايين يرجح فرضية أنها كانت معدة للترويج، موضحة أنه لو كانت حيازتها للاستهلاك الشخصي لما كان المخدر مجزأً.
و قد جرى وضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، على ذمة البحث القضائي التمهيدي، الذي أجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تواصل البحث عن مرافقيه، اللذين أوقف، مساء اليوم الموالي، أحدهما، البالغ عمره 24 سنة، بينما مازال الثالث مبحوثا عنه.