الإعلان عن إنشاء كرسي للدراسات حول تاريخ مراكش

الإعلان عن إنشاء كرسي للدراسات حول تاريخ مراكش

عميد كلية الآداب أعلن عن إصدار موسوعة “معلمة مراكش” خلال مشاركته في ندوة حول العلّامة محمد أكنسوس

أعلن عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، الأستاذ عبد الجليل الكريفة، أول أمس الأحد 23 يونيو الجاري، عن إنشاء كرسي للدراسات حول تاريخ و تراث مدينة مراكش، و عن سعي الكلية لإصدار موسوعة “معلمة مراكش”.

و أوضح الأستاذ الكريفة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل نظمتها جمعية “منية مراكش”،  يومي 23 و 24 يونيو الحالي بمراكش، حول العلّامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس، أن كلية الآداب بمراكش تولي اهتماما خاصا بتاريخ هذه المدينة العريقة و بأعلامها و بالتراث الفكري الذي أنتجته الحركة الفكرية بالمدينة على مدى عدة قرون.

و أبرز الباحثون المشاركون في الورشة، الذين يمثلون مراكز للدراسات و جامعات بالمغرب و أوروبا، أن العلامة  محمد بن أحمد أكنسوس، الذي عاش بين 1796 و 1877 و يصنف كأحد أهم العلماء في القرن التاسع عشر، ينحدر من عائلة شريفة في منطقة سوس، و تلقى تعليمه في العلوم الإسلامية بحسب عمل أهل المغرب بفاس، ليبلغ من المراتب أعلاها بين معاصر يه الذين اعتبروه من كبار الأدباء، لنبوغه في الشعر و النقد و علوم اللغة و انكبابه على تجديد العلوم الدقيقة و الطبيعية كعلم الفلك و الرياضيات.

و أضاف المشاركون أن محمد بن أحمد أكنسوس، الذي شغل منصب وزير في عهد السلطان مولاي سليمان و السلطان مولاي عبد الرحمان، ترك الساحة السياسية مبكرا و كرس نفسه للحياة الروحية و التعليم في جامعة ابن يوسف في مراكش.

و بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، ساهم الشيخ أكنسوس في الإشراف على ترجمة كتاب للعالم الفرنسي جوزيف جيروم لالاند في علم الفلك و التنجيم من الفرنسية إلى العربية، ثم قام بتأليف عمل تاريخي هام حول الدولة العلوية، تحت عنوان  “الجيش العرمرم الخماسي” وصفه الباحثون المشاركون في الورشة بأنه من صنف أدب “مرايا الأمراء” و أحد المصادر الرئيسية حتى اليوم في تاريخ هذه الدولة.

و أكد مؤلفو سيرة الشيخ أكنسوس على أنشطته الأدبية و السياسية، و كذا على دوره الروحي و إسهامه في مجال التصوف، حيث أبرز المشاركون أن عمله الفكري و الروحي تزامن مع العصر المعروف بزمن الإصلاح في تاريخ المغرب، حيث انضم في سن الثلاثين إلى الطريقة الجديدة التي أسسها الشيخ أحمد التجاني بعد أن التقى بتلاميذه في فاس و أسس عام 1845ـ1846 م / 1262 هـ، أول زاوية تجانية في مراكش، ما زالت ناشطة إلى اليوم.

و سعى الباحثون المغاربة و الفرنسيون و الإيطاليون المشاركون في الورشة إلى دراسة الربط بين جوانب شخصية هذا العالم  متعدد المواهب، من خلال جمع المصادر الرئيسة المتاحة (مخطوطات و مطبوعات) و إنشاء فهرس نقدي لها، و استعراض الدراسات المنشورة حتى الآن، و فحص وثائق في حوزة الأسرة الكنسوسية في مراكش (الخزانة الكنسوسية)، و تقديم المتن و المراجع الببليوغرافية، وذ لك في أفق تنظيم ندوة أو ملتقى دولي حول هذا العلامة الذي ترك بصماته في الفكر المغربي.

و استمع الحاضرون إلى عروض حول الأبحاث المغربية التي تم إنجازها حول الشيخ أكنسوس، ومن بينها رسالة الدكتوراه حول رسائل الفقيه أبي عبد الله أكنسوس للأستاذ أنور أصبان و رسالة الدكتوراه في تحقيق كتاب الجيش العرمرم الخماسي للأستاذ عبد البر حدادي، الباحث المتخصص في مؤلفات أكنسوس.

و عرفت ورشة العمل مشاركة عدة أساتذة باحثين من إيطاليا و فرنسا و المغرب أنجزوا عدة دراسات حول العلامة الشيخ أكنسوس، من بينهم فرانسيسكو شيابوتي، الأستاذ المحاضر بالمعهد الوطني للغات و الدراسات الشرقية بباريس، و بيير أجيرون، الأستاذ المحاضر في علوم الرياضيات بجامعة كان بفرنسا، و الأستاذ محمد المهدي الكنسوسي، الباحث الأكاديمي و المسؤول عن الزاوية التجانية بالمغرب، و الأستاذة حكيمة الشامي، الباحثة الجامعية في العقيدة و التصوف، و الأستاذ عبد البر حدادي، و جعفر الكنسوسي، الكاتب و الناشر و رئيس جمعية منية مراكش، و أنطوان بيرييه، الأستاذ الباحث بمركز جاك بيرك بالرباط التابع لمركز الدراسات و الأبحاث الاقتصادية و الاجتماعية، و يوسف الكنسوسي، المسؤول عن الزاوية التجانية المواسين بمراكش و عن الخزانة الكنسوسية، و مكيلي بيترون، الباحث بجامعة نابولي بإيطاليا، و صوفي تايزر، الباحثة في الدراسات الإسلامية بفرنسا، و زكرياء فالنتين رايت، الباحث بجامعة قطر.

برنامج الورشة