التوفيق يؤكد من مراكش على دور الطرق الصوفية في تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية
أكد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الجمعة 6 شتنبر الجاري، بمراكش، أن شبكة الطرق الصوفية، مكنت عبر العصور من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية، التي قال إنها “تدخل اليوم في مرحلة جديدة”.
و قال التوفيق، خلال ندوة حول موضوع “أحمد بابا التمبكتي..نموذج للدبلوماسية الحضارية في غرب إفريقيا”، و المنظمة من طرف مركز الحوار الحضاري بمنظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة (إيسيسكو)، إن هذه العلاقات “مبنية على الشعور المشترك من كل الأطراف بضرورة حماية الثوابت الدينية المشتركة في مواجهة التدخل الأجنبي، و التعاون الاقتصادي بشروطه العقلانية المتوافق عليها”.
و أضاف أن تجاوب المغرب مع البلدان الإفريقية الشقيقة للمحافظة على قيمة التراث المشترك و الاستجابة للمتطلبات الحالية، تجسد في استقبال الطلبة الأفارقة في الجامعات المغربية، و في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة و المرشدين و المرشدات، و تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
و أشار إلى أن المغرب شكّل جزءً من حياة العالم أحمد بابا التمبكتي، الذي تجددت مكانته في مشاريع وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية من خلال العناية بالمنزل الذي كان يقطن به، و المجاور لجامع الشرفاء بحي المواسين بمراكش، و تخصيص جناح له في متحف الحياة الدينية برياض العروس ضمن جناح مراكش الإفريقية.
من جهته، أكد المدير العام لـ”إيسيسكو”، سالم بن محمد المالك، أن الشيخ العلامة أحمد بابا التمبكتي يعد نموذجا بارزا يحمل معاني التواصل الحضاري، مشيرا إلى الكتب التي ألّفها هذا العالم، التي فاقت الستين مؤلفا، و تفردت مجالسه التي تناولت طرائف الفكر و نوادر الأدب.
و أبرزت باقي المداخلات مكانة هذا العالم و علاقته بالمملكة المغربية، و مؤلفاته التاريخية التي تعد من أهم المراجع التي يستند إليها الكثير من الباحثين و المؤرخين، و كذا الروابط المتينة التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية، و التي ما فتئ سلاطين و ملوك الدولة العلوية يحرصون على توطيدها.
و تناول المشاركون في هذا اللقاء، مواضيع همّت، على الخصوص، “الأثر المغربي في تكوين أحمد التمبكتي في الموارد و طرق التلقي”، و “التواصل الحضاري بين المغاربة و إفريقيا جنوب الصحراء كما تعكسه الرحلات و المراسلات العلمية”، و “التواصل الثقافي و الاجتماعي بين شمال إفريقيا وجنوبها”.
و تروم هذه الندوة الدولية، المنظمة بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش، التعريف بجهود علماء إفريقيا في خدمة الثقافة الإسلامية و تجديد أوعيتها الحضارية، في تأكيد للأدوار الرائعة التي حاز بها المساق المعرفي قصب السبق في إشاعة روح التسامح والعطاء والانفتاح، بوصفها عناصر حاسمة في المنجز الحضاري.
و تأتي الندوة في إطار الاحتفال بمراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024، و استنادا إلى مفهوم “الدبلوماسية الحضارية”، الذي أطلقته “إيسيسكو” حديثا، بما تجسده المبادلات العلمية و المعرفية من ركن أساسي في بنائه الإنساني، و اعترافا بالدور البارز الذي اضطلع به العلامة “أحمد بابا التمبكتي” في الوصل العلمي الاجتماعي بين حواضر الساحل و الصحراء الإفريقيين، فضلا عن الخدمات الجليلة التي أسداها للثقافة الإسلامية، عامة، بإسهامه في ترسيخ الثوابت الدينية من خلال تعميق قيم المشترك الحضاري، وإبراز نجاعتها للعامة قبل الخاصة.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء