الرحامنة..وفاة مريضة بالسرطان اشتكت للقضاء حرمانها من النقل المجاني للمستشفى
بعد معاناة مع المرض والفقر، توفيت، أمس الاثنين 31 مارس 2025م الموافق لفاتح شوال 1446 هـ، المحجوبة المعروفي، التي كانت النيابة العامة لدى ابتدائية ابن جرير تابعت رئيس جماعة “آيت حمّو”، في حالة سراح، بجنحة “عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر”، على خلفية عدم توفير سيارة الإسعاف الجماعية لنقلها لتلقي حصص العلاج الكيميائي، قبل أن يبرئه القضاء الجالس، الأربعاء 26 فبراير الماضي.
وجاءت المتابعة بعدما تقدم زوجها بشكاية أمام وكيل الملك، تظلّم فيها من أن زوجته، التي تم بتر إحدى ساقيها جرّاء إصابتها بالسرطان، لم تخضع لثلاث حصص متوالية من العلاج الكيميائي بسبب ما وصفه بـ”رفض رئيس المجلس، ميلود جبران، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الترخيص لإحدى سيارتي الإسعاف اللتين تتوفر عليهما الجماعة بنقل زوجته مجانا من دوار “حمدناه” للمستشفى الجامعي بمراكش”، مشترطا أن تؤدي صوائر النقل المتمثلة في 200 درهم، وهي المبالغ التي عجز عن أدائها لفقره، ما قال إنه “تسبب في تدهور حالتها الصحية”.
وفي ملف آخر، قضت الغرفة الجنحية الضبطية بالمحكمة ذاتها، الخميس 28 نونبر 2024، بشهر واحد حبسا موقوف التنفيذ و غرامة نافذة قدرها 500 درهم ضد الرئيس نفسه، بعدما تابعته النيابة العامة، في حالة سراح، بجنحة “التشهير و بث ادعاءات كاذبة بقصد المساس بالأشخاص”، على خلفية تصريح ببرنامج إذاعي اتهم فيه زوج المعروفي بأنه “يتسول بمرضها”.
و ترجع وقائع القضية إلى تاريخ 30 أبريل 2024، حين شارك الزوج، المختار خطري، في برنامج “كاين الحل مع الدكتور معتوق” على إذاعة “راديو أصوات”، محتجا ضد رفض الجماعة توفير النقل المجاني لزوجته، و بعد اتصال مقدمي البرنامج برئيس المجلس، أدلى بالتصريح المذكور، قبل أن يلتزم بنقل المريضة مرتين شهريا مجانا لمستشفى الأنكولوجيا.
يُذكر أن عامل الرحامنة سبق له أن أصدر مذكرة، بتاريخ 2 مارس 2022، دعا فيها رؤساء الجماعات بالإقليم إلى استرجاع صوائر النقل بواسطة سيارات الإسعاف الجماعية، و مشددا على أن “أي تعديل في القرارات الجبائية بإلغاء استرجاع هذه الصوائر يعد خرقا لتوصيات المجلس الجهوي للحسابات، و يؤدي إلى حرمان الجماعات من مداخيل ذاتية مهمة”.
