الكريمي: تدبير المغرب لزلزال الحوز أسس لتجربة متميزة في مواجهة الأزمات
محمد تكناوي
قال مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش ـ آسفي، إن المغرب أبان عن حنكة كبيرة في تدبير أزمة زلزال الحوز الطارئة سطرت نموذجا ناجحا يؤسس لتجربة متميزة في مواجهة الأزمات، تحمل بصمة مغربية متفردة غير مسبوقة، و يمكن للطلبة والباحثين استلهام فصول هذه التجربة وسبر أغوارها بمزيد من الدراسة والتمحيص لإنارة دروب ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمركز الندوات بمدينة مراكش خلال أشغال الملتقى الدولي الأول حول “إدارة وتدبير الكوارث”، المنظم تحت شعار ” التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية والإنسانية”، بين 27 و31 يناير الجاري، من طرف كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، بشراكة مع المؤسسة المغربية للتنمية والتضامن ومنظمة الإغاثة الإسلامية الأمريكية.
واستعرض الكريمي تدخلات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وأكاديمية مراكش ـ آسفي لضمان استمرارية الدراسة في المناطق المتضررة من الزلزال، ويتعلق الأمر بإقليمي الحوز وشيشاوة وبدرجة أقل مراكش، وهي التدخلات التي حددها في عدد من الإجراءات ذات الطابع الاستعجالي. وأوضح أنها شملت إجراءين أساسيين: مجال العرض المدرسي، واستهدف تحقيق الاستمرارية البيداغوجية، من خلال إجراءات همت “توسيع الطاقة الاستيعابية للداخليات بمراكش لاستقبال التلاميذ الذين تضررت مؤسساتهم التعليمية، والرفع من خدمات الإيواء والنقل المدرسي والسكن الوظيفي، وكذا إعداد خيام مجهزة، تتوفر على مرافق صحية في المناطق ذات الولوج الصعب في الحوز وشيشاوة، وتوفير عدد من الحجرات من الوحدات الدراسية المركبة المسبقة الصنع بالتعاون مع الشركاء، فضلا عن تحريك الفرق الفنية والتقنية لفحص المؤسسات المتضررة وجرد وتحديد الحاجيات الضرورية، فيما يتعلق المجال الثاني بالدعم النفسي و الاجتماعي.
ويهدف تنظيم الملتقى الدولي حول “إدارة وتدبير الكوارث” إلى توفير فضاء يجمع الباحثين والأكاديميين و المهتمين والجمهور الواسع والمتدخلين في المجال، من أجل تبادل التجارب والخبرات والممارسات، واستخلاص العبر والدروس من تداعيات زلزال الحوز، الذي أظهر أهمية التنسيق والتضامن بين مختلف الفاعلين على المستويين الوطني والدولي.
ووفق بلاغ المنظمين، فقد أكدت التجربة المغربية خلال هذه الكارثة قدرة المملكة على مواجهة الأزمات بفضل التوجيهات الملكية السامية، التي ركزت على التدخل السريع والتنسيق المحكم بين الهيئات الحكومية وغير الحكومية.
وقد عرف الحدث العلمي متعدد التخصصات والاهتمامات مشاركة واسعة لنخبة من الأكاديميين والمسؤولين والخبراء الدوليين في مجال إدارة الأزمات والكوارث، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية.
و شكل فرصة لتبادل المعارف والحلول المبتكرة، بما يساهم في تعزيز الجهود الجماعية للحد من آثار الكوارث والتعامل معها بفعالية.