الملك محمد السادس يترأس جلسة عمل حول إشكالية الماء

الملك محمد السادس يترأس جلسة عمل حول إشكالية الماء

حث الملك محمد السادس القطاعات و الهيئات المعنية على مضاعفة اليقظة و الجهود لرفع تحدي الأمن المائي و ضمان التزويد بالماء الشروب على مستوى جميع مناطق المملكة.

و بهذا الخصوص، دعا الملك محمد السادس، خلال ترؤسه، اليوم الثلاثاء 16 يناير الجاري، بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خُصصت لإشكالية الماء، (دعا) الحكومة إلى اعتماد تواصل شفاف و منتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية و التدابير الاستعجالية التي سيتم تفعيلها، مع تعزيز توعية العموم بأهمية الاقتصاد في استهلاك الماء و محاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية و استخداماتها غير المسؤولة.

و أوضح بلاغ للديوان الملكي بأن هذا الاجتماع يندرج في إطار التتبع المستمر و العناية السامية التي يوليها الملك محمد السادس لهذه المسألة الإستراتيجية، و لاسيما في السياق الحالي الذي يعرف تسجيل عجز ملحوظ على مستوى التساقطات و ضغط قوي جدا على الموارد المائية في مختلف جهات المملكة.

و أفاد البلاغ بأن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قدّم ، في مستهل جلسة العمل هاته، عرضا حول الوضعية المائية، و التي عرفت، خلال الفترة من شتنبر إلى منتصف يناير 2024، تسجيل عجز في التساقطات بلغت نسبته 70% مقارنة مع المعدل، فيما بلغت نسبة ملء السدود 23.2% مقابل 31.5% خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.

و قد مكنت الإجراءات المتخذة تنفيذا للتوجيهات الملكية، لا سيما في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب و مياه السقي 2020-2027، من تزويد العديد من الأقاليم و الجهات بمياه الشرب بشكل كافٍ في السنوات الأخيرة. و يتعلق الأمر، على وجه الخصوص، بإنجاز الربط بين حوضي سبو و أبي رقراق و تشغيل محطتي تحلية المياه بأكادير و آسفي/الجرف الأصفر.

بعد ذلك قدّم الوزير، أمام الملك محمد السادس، مخطط العمل الاستعجالي، الذي تم إعداده من طرف القطاعات المختصة لمواجهة الوضعية الحالية، و ضمان توفير المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المدن و المراكز و القرى التي تعرف عجزا أو من المحتمل أن تعرفه.

و تابع البلاغ بأن تنزيل مخطط العمل الاستعجالي سيتم على مستوى مختلف الأنظمة المائية بالمملكة، و يشمل مجموعة من الإجراءات على المدى القصير، منها التعبئة المثلى للموارد على مستوى السدود و الآبار و محطات التحلية الموجودة و إقامة تجهيزات استعجالية لنقل الماء و التزويد به، و كذا اتخاذ إجراءات لتقييد استعمال مياه الري و تقليص صبيب التوزيع كلما اقتضت الوضعية ذلك.

و بالموازاة، و طبقا للتوجيهات الملكية، سيتم تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المبرمجة التي لها وقع على المدى المتوسط، و خصوصا السدود في طور التشييد و مشاريع الربط بين أحواض سبو و أبي رقراق و أم الربيع، و البرنامج الوطني لمحطات تحلية مياه البحر، و برنامج إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، و برنامج اقتصاد الماء على مستوى شبكة نقل و توزيع الماء الصالح للشرب و مياه الري.

و قد حضر جلسة العمل المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، و وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، و وزير التجهيز و الماء، نزار بركة، و وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات،‎ محمد صديقي، و الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد و المالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، و المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب، عبد الرحيم الحافظي.