الملك محمد السادس يوجه خطابا لقمة الرياض: تخطي أزمة غزة وتفادي تكرارها لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم

الملك محمد السادس يوجه خطابا لقمة الرياض: تخطي أزمة غزة وتفادي تكرارها لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم

حذّر من السماح بترك مستقبل المنطقة بين أيدي المزايدين

 دعا لتحرك جماعي لتحقيق 4 أولويات و حدد 4 مسلّمات بديهية لتجاوز الظرفية الحالية

أكد الملك محمد السادس بأن تخطي أزمة غزة و تفادي تكرارها، لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف، و القطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم، مشيرا إلى أنه كان دائم الحرص،  بصفته رئيس لجنة القدس، على أن يثير الانتباه إلى خطورة تلك الممارسات و الاستفزازات الإسرائيلية، و عواقبها الوخيمة على أمن و استقرار المنطقة برمتها.

و تابع في خطابه الموجّه، اليوم السبت 11 نونبر الجاري، إلى المشاركين في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية بالرياض، و الرامية لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة و التحرك العربي الإسلامي إزاءه، (تابع) بأن اللجنة، و بالموازاة مع ذلك، تعمل ميدانيا على الأرض، من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، على حماية المدينة المقدسة، و الحفاظ على وضعها التاريخي و القانوني و مقدساتها الدينية.

و شدد، في خطابه الذي تلاه عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، على أنه من واجب الجميع المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، و مركزا لقيم الاحترام المتبادل، كما جاء في “نداء القدس” الذي وقّع عليه مع البابا فرانسيس.

و قال:”مخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. و سنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس، و بتنسيق مع أخينا جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية و المسيحية في القدس”.

و اعتبر بأن المنطقة أمام مرحلة فاصلة، تتطلب من الجميع التحلي بالحزم و المسؤولية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، و تقتضي تغليب منطق العقل و الحكمة، لإقامة سلام عادل و دائم، لما فيه أمن واستقرار جميع شعوبها.

و ذكّر الملك محمد السادس بأنه دعا، من منطلق التزامه بالسلام، و بصفته رئيسا للجنة القدس، إلى صحوة الضمير الإنساني لوقف قتل النفس البشرية التي كرمها الله عز وجل، و التحرك جماعيا، كل من موقعه، لتحقيق أربع أولويات ملحة، تتعلق  بالخفض العاجل و الملموس للتصعيد و وقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار، بشكل دائم و قابل للمراقبة، و ضمان حماية المدنيين و عدم استهدافهم، وفقا للقانون الدولي و القانون الدولي الإنساني، و السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية و بكميات كافية لساكنة غزة، و إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.

و حذّر من السماح بترك مستقبل المنطقة و مستقبل أبنائها بين أيدي المزايدين، موضحا بأن مستقبل المنطقة لا يتحمل المزايدات الفارغة، ولا الأجندات الضيقة، خاصة في ظل الأزمة غير المسبوقة التي تعيشها، و التي “يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، و يضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، و تجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة”.

و أكد بأنه ينبغي التعامل مع هذه الظرفية الحاسمة، من منطلق المسؤولية التاريخية، التي تحتم الانطلاق من بعض المسلمات البديهية، المتمثلة في أنه لا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين؛ و لا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، و عاصمتها القدس الشرقية؛ و لا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن؛ و لا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي و المرجعيات الدولية المتعارف عليها.

و أشار الخطاب الملكي، في مستهله، إلى أن القمة الاستثنائية العربية الإسلامية، التي دعت إليها المملكة العربية السعودية، تنعقد “في سياق مشحون بالتوتر و استمرار المواجهات المسلحة التي يعرفها قطاع غزة، و ما تخلّفه من آلاف القتلى و الجرحى في صفوف المدنيين، و من تخريب و دمار و حصار شامل، في خرق سافر للقوانين الدولية و للقيم الإنسانية”.

“فرغم ارتفاع بعض أصوات الحكمة الداعية إلى خفض التصعيد و التهدئة، لا زالت المدافع و الصواريخ الإسرائيلية تستهدف المدنيين العزل، من أطفال ونساء و شيوخ، و لم تترك دار عبادة أو مستشفى أو مخيما إلا و دمرته كليا أو جزئيا” يقول الملك محمد السادس.