برلماني يسائل الحكومة عن دعم المرصد الفلكي بأوكايمدن

تساءل المستشار البرلماني عبد الرحمان وافا الحكومة هل توجد خطط لدعم برامج تطوير البنية التحتية لمرصد أوكايمدن الفلكي، ضواحي مراكش، وتحفيز شراكاته الدولية على ضوء إنجازاته المعتبرة ودوره العلمي المتنامي، بما يمكنه من مواكبة الدول الرائدة في هذا المجال وضمان تنافسية المغرب العلمية في ميدان الفلك والفضاء؟
جاء ذلك في سؤال كتابي حول “دعم المرصد لتعزيز إشعاعه العلمي الدولي” وجّهه، أمس الثلاثاء 29 أبريل الجاري، إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وساءل البرلماني، المنتمي لفريق الأصالة والمعاصرة، الوزير عن الإجراءات التي يعتزم اتخاذها لتمكين المرصد من الموارد المالية والتقنية اللازمة لتعزيز مكانته العلمية الدولية وضمان استمراريته وتطوير مساهماته البحثية، خاصة في ظل المنافسة الدولية الشديدة مع دول صاعدة مثل الهند، التي قال إنها “استطاعت بفضل استثماراتها الضخمة أن تحقق طفرات هامة في مجال البحث الفضائي”.
واستهل البرلماني سؤاله بالإشارة إلى أن المرصد الفلكي، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، يعتبر أحد المراكز العلمية الرائدة على المستويين الإقليمي والدولي، موضحا أنه تمكن بفضل تجهيزاته المتطورة وكفاءاته العلمية، من تحقيق سلسلة من الإنجازات المرموقة التي ساهمت في تعزيز حضور المغرب في مجال البحث العلمي الفضائي.
واستدل على ذلك بأن المرصد ساهم سنة 2022، في إطار تعاون دولي شمل كبريات التلسكوبات العالمية، في رصد أقوى انفجار لأشعة “غاما” تم تسجيله على الإطلاق.
كما شارك سنة 2024 في اكتشاف كوكب خارجي أُطلق عليه اسم “SPECULOOS-3b”، الذي يتميز بحجمه المماثل للأرض ويدور حول نجم قزم فائق البرودة، فاتحا بذلك آفاقا جديدة أمام البحث عن الحياة خارج النظام الشمسي.
وتابع بأنه سبق للمرصد أن ساهم، سنة 2023، في دراسة علمية نشرتها مجلة Nature العالمية، تتعلق باكتشاف حلقات حول الجسم العابر لنبتون “Quaoar”، وهو إنجاز علمي نادر سيساهم في تطوير الفهم النظري لتشكل الحلقات حول الأجرام السماوية.
كما يعود له فضل اكتشاف الكويكب الثنائي “2017 YE5″، سنة 2017، الذي يتميز بكونه مكونا من جسمين متماثلين في الكتلة، وهو اكتشاف نادر ساعد على توسيع المدارك العلمية حول طبيعة الكويكبات في الفضاء.
كما ساهم المرصد بفعالية في اكتشاف النظام الكوكبي TRAPPIST-1، الذي يضم سبعة كواكب صخرية، يقع بعضها في المنطقة القابلة للحياة، ما جعله محور اهتمام دولي كبير في مجال البحث عن الحياة خارج الأرض.
وعلى صعيد البنية التحتية، يتوفر مرصد أوكايمدن على تلسكوبات متطورة مثل “TRAPPIST-North” و”MOSS”، ويساهم ضمن شبكة OWL-Net لمراقبة الحطام الفضائي والأجسام القريبة من الأرض، مما يعزز من مساهماته في مراقبة الفضاء وتأمينه. كما يمثل المرصد منصة مهمة للتعاون الدولي عبر تنظيمه المنتظم للمدرسة الدولية لعلم الفلك (OISA)، التي تستقبل باحثين وطلبة من مختلف أنحاء العالم لتبادل المعارف وتعزيز الكفاءات العلمية في مجالي الفلك والفيزياء الفلكية.
وذكّر بأنه، وفي إطار توسيع إشعاعه العلمي والتربوي، أطلق المرصد، خلال شهر أبريل الجاري، بمراكش، النسخة الأولى من أولمبياد علم الفلك ، تحت شعار “علم الفلك يلهم أحلامنا”.
وهو الحدث الهادف إلى نشر الثقافة العلمية، وتعزيز الفضول العلمي والتميز الأكاديمي لدى طلبة جامعة القاضي عياض وتحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الشباب، فضلا عن إتاحة الفرصة للمشاركين لاختبار معارفهم وتوسيع مداركهم في مجال علم الفلك.