بلاغ للديوان الملكي: 3 ملايين سنتيم مساعدة استعجالية للأسر ضحايا الزلزال و 14 مليون سنتيم للمنازل المنهارة كليا و8 ملايين للمنهارة جزئيا..منح صفة مكفولي الأمة لليتامى
ترأس الملك محمد السادس، اليوم الخميس 14 شتنبر الجاري بالقصر الملكي بالرباط، اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين و التكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز.
و حسب بلاغ للديوان الملكي، فإن النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء، المعدة من طرف اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية، تهم حوالي 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة.
و أوضح البلاغ بأن البرنامج يشمل، من جهة، مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت، وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان و في بنيات مقاومة للبرد و للاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق الضرورية، كما ستمنح الدولة مساعدة استعجالية بقيمة 30000 درهم (3 ملايين سنتيم) للأسر المعنية.
و تابع البلاغ بأن الملك محمد السادس أثار انتباه السلطات المختصة إلى أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى، مشددا على أنها يجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف و الإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية.
و يتمثل البرنامج، من جهة أخرى، في اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي. ومن المقرر لهذا الغرض، تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (14 مليون سنتبم) للمساكن التي انهارت بشكل تام، و 80 ألف درهم (8 ملايين سنتيم) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
كما شدد الملك محمد السادس على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، و بإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة، و الذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.
من جهة أخرى، جدد الملك محمد السادس، خلال اجتماع العمل، التأكيد على تعليماته حتى تكون الاستجابة قوية، سريعة، واستباقية مع احترام كرامة الساكنة، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم، إذ إن الإجراءات لا يجب أن تعمل فقط على إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال، ولكن أيضا إطلاق برنامج مدروس، مندمج، وطموح من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات العمومية.
وأشار البلاغ إلى أن البرنامج، ذي الأبعاد المتعددة، سيعبئ، أساسا الوسائل المالية الخاصة للدولة والمؤسسات العمومية، وسيكون أيضا مفتوحا للمساهمات الواردة من الفاعلين الخواص والجمعويين، وكذا الدول الشقيقة والصديقة، التي ترغب في ذلك والتي يجدد لها الملك محمد السادس بهذه المناسبة عبارات الشكر الصادقة للمملكة المغربية.
وخلال هذا الاجتماع، تطرق جلالة الملك محمد السادس، أيضا،إلى التكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا بدون موارد، إذ أعطى أوامره بإحصاء هؤلاء الأطفال ومنحهم صفة مكفولي الأمة.
و بهدف انتشالهم من هذه المحنة وحمايتهم من جميع المخاطر وجميع أشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها بعد هذه الكارثة الطبيعية، أعطى الملك محمد السادس أوامره للحكومة من أجل اعتماد مسطرة المصادقة على مشروع القانون اللازم لهذا الغرض، وذلك في أقرب الآجال.
وقد حضر اجتماع العمل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، و المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، و وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، و وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، و وزيرة الاقتصاد و المالية، نادية فتاح، و وزيرة إعداد التراب الوطني و التعمير و الإسكان و سياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، و الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد و المالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، و الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية و قائد المنطقة الجنوبية.