بَونٌ شاسع

بَونٌ شاسع

انحرف النقاش خلال دورة مجلس ابن جرير، صباح أمس الثلاثاء 7 ماي الجاري، عن السياق الديمقراطي، و تحوّل إلى قذف متبادل للتهم و القنينات بين الأعضاء.

الأيادي و يد القابلة، التي أخرجته، ظلت تسنده منذ ولادته. رصّت عقد الأغلبية المنفرط، أغدقت عليه الدعم المالي، نظمت له سفريات للخارج …و لكن التغنيج لم يقابَل سوى بتدبير مثير للجدل: اقتناء شاحنات و معدات بالملايير بالإسناد المباشر، تفويت واحد من أكبر أسواق المملكة بأقل من نصف معدل سومة كرائه، مجزرة تستعمل فيها مياه غير معالجة، فائض بأكثر من مليارين و 200 مليون سنتيم بدون برمجة، مدينة بلا وسط…

و الأخطر تفاوت مجالي يتسع، يوما بعد آخر، بين المدينة الخضراء و الأحياء العتيقة المحتاجة لإعادة هيكلة.

و لكن يد القابلة عادت لتتدخل..ماذا حدث؟ هل هي صحوة ضمير؟

ما يقع في مجلس ابن جرير يجعل المرء يتحسر على تجربة 1992 ـ 1997، التي حفر خلالها فؤاد عالي الهمة، و هو شاب في مقتبل العمر، بأياديه البيضاء في الصخر الصلب محاولا، بإصرار، فك العزلة عن منطقة ظلت مهمشة لعقود طويلة، قبل أن تحظى بشرف زيارات ملكية أربع أطلق خلالها الملك محمد السادس مشاريع تنموية كبرى حولتها إلى إقليم صاعد وطنيا و قاريا.

ما تعيشه البلدية من تجارب، بعد تلك الفترة الانتدابية، يعكس البون الشاسع بين تسيير المتبصر الحكيم و بين من لا يرى أبعد من أنفه.

“عسى ربُّنا أن يُبدِلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون” (قرآن كريم).