تصرفات تسمم روح التضامن..متحرشون بقاصرات من ضحايا الزلزال

تصرفات تسمم روح التضامن..متحرشون بقاصرات من ضحايا الزلزال

تزامنا مع قوافل الدعم تنهال “عروض” بالزواج على القاصرات بالمناطق المنكوبة. هل هي مشاريع جدية أم مجرد تحرش في زمن الزلزال؟ هل هي عروض حقيقية أم أن أصحابها يتقمصون أدوار المتضامنين لاستغلال مآسي المكلومين؟

غزل في زمن الفاجعة

“باغتت مجموعة من الشباب القادمين من المدينة يتحدثون إلى شقيقتي، البالغة 17 سنة، و صديقاتها القاصرات. أحدهم عرض عليها الزواج، ثم سألها إذا كانت تعرف عجن الخبز؟” تقول قاطنةٌ بإحدى المناطق المتضررة من الزلزال، و استطردت:”استنكرت فعلهم. صرخت بقوة: نحن مفجوعون و أنتم تتغزلون بطفلات خطف منهن الزلزال أعز ما يملكن”.

لم يعبأ “شباب المدينة” بالاحتجاج، فقد كان رد أحدهم مستفزا.”أختى انهارت باكية بعدما طردتها رفقة فتيات الدوار، قبل أن ينهال عليّ أكبر الشباب سنا بالشتم، و يخاطبني: نحن أتينا للزواج من الجبل. ثم ما شأنك أنت؟ هل شعرت بالغيرة؟ لم نجد المشاكل إلا مع العجائز”. توضح بحسرة “ساكنة الجبل” البالغة 23 سنة، و التي يعمل زوجها بالدار البيضاء.

لا تنتهي جميع عروض الزواج بما آلت إليه الحالة السابقة المسربة من محادثة نصية على تطبيق “الواتساب”، قد تكون بعضها جدية، مثل “ح.ب”، الذي نشر تدوينة بصفحته على “الفايسبوك” يؤكد فيها بأنه سيأتي بعائلته لخطبة فتاة، عمرها 16 سنة، التقى بها خلال مشاركته قافلة تضامنية، موضحا بأنه اتفق مع والديها على الزواج يها.

“فتيات الزلزال”

طلبات الزواج انتقلت لمواقع التواصل الاجتماعي، فقد انتشرت تدوينات تدعوا إلى الزواج من “فتيات الزلزال” بمبرر “أنهن أبكار و لازلن في مقتبل العمر، فضلا عن أنهن غير متطلبات. لا صداق، لا هدايا و لا خاتم زفاف، و لا منظم حفلات، يكفي تلاوة الفاتحة و تأتي بها لمنزل الزوجية”، تقول إحدى التدوينات، التي تختم:” دع عجائز المدينة يبُرن”.

و بالإضافة للتدوينات انتشرت صور لأشخاص “متضامنين” انتقلوا إلى المناطق المتضررة، بضواحي مراكش، ظهروا فيها وهم برفقة أطفال من ضحايا الزلزال.

“ابتعدوا عن يتيمات الزلزال”

في المقابل، انتشرت تدوينات مضادة تدعوا إلى الابتعاد عن ضحايا الزلزال و تركهن و شأنهن، قبل أن تتطور الدعوات إلى تحذيرات، و يدخل نشطاء حقوق الإنسان على الخط.

فقد كتبت مينة المهاوري، عضو فرع “المنارة” للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، أمس الأربعاء 13 شتنبر الجاري، على صفحتها الفايسبوكية نداءً يقول:”المرجو من الجمعيات و أهالي الدواوير الانتباه للأطفال يتامى الزلزال لإنقاذهم من تجار البشر”.

و دعت نجية أديب، رئيس جمعية “ماتقيش ولادي”، اليوم، إلى عدم تصوير الأطفال و تقبيلهم، وختمت تدوينتها على الفايسبوك:”الأطفال خط أحمر”.

مصدر من الجمعية، التي تُعنى بمواجهة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، أوضح بأن التدوينة جاءت بعدما توصلت الجمعية بصور و فيديوهات لأشخاص برفقة أطفال، ناهيك عن انتشار دعوات للزواج من قاصرات بمناطق الزلزال، مؤكدا بأن الأمر لم يصل إلى مستوى التحرش الجنسي.

من جهته، طالب عمر أربيب، رئيس فرع “المنارة” للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، بفتح بحث قضائي، داعيا إلى حملة توعوية وسط ساكنة المناطق المتضررة لدرء أي استغلال للأطفال.