جامعة محمد السادس ومكتب الفوسفاط ينضمان لمطلقي مشروع أول طائرة تعمل بالهيدروجين

جامعة محمد السادس ومكتب الفوسفاط ينضمان لمطلقي مشروع أول طائرة تعمل بالهيدروجين

الهبطي: “الشراكة تشكل فرصة فريدة لباحثي الجامعة وطلبتها لتطوير حلول رائدة لمواجهة التحديات المناخية”

بيكار: “انضمام الجامعة والمجموعة سيجعل الابتكاء في خدمة الاستدامة”

انضمت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير و مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الرائدة عالميا في مجال الأسمدة الفوسفاتية و المستثمر الرئيسي في تطوير الهيدروجين الأخضر، إلى الشركاء الرئيسيين لمشروع “Climate Impulse”، الذي سيتيح، في أفق 2028، إمكانية القيام برحلة حول العالم دون توقف و دون انبعاثات، على متن طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر.

و جرت مراسم توقيع اتفاقية الشراكة هاته، أمس الجمعة 24 ماي الجاري، بابن جرير، بحضور برتراند بيكار، رئيس “Climate Impulse”، الذي يسهر على هذه المبادرة الطموحة، و إلهام الخضري، الرئيسة التنفيذية لشركة Syensqo، الشريكة الأولى للمشروع.

و في كلمة بهذه المناسبة، أوضح بيكار أنه على غرار القيام بأول رحلة حول العالم دون توقف و دون انبعاثات بطائرة تعمل بالهيدروجين، فإن مشروع Climate Impulse يروم جمع رواد الابتكار و الفاعلين الرئيسيين في التكنولوجيا للدفع بالقطاعين الاقتصادي و الصناعي، و كذلك التعليمي، نحو العمل المناخي”.

و أضاف أن انضمام مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط و جامعة محمد السادس سيمكّن من تحقيق تقدم مهم لهذا المشروع، من خلال جمع أكبر عدد ممكن من الطلبة و جعل الابتكار في خدمة الاستدامة.

من جهتها، أكدت رئيسة قسم الاستدامة و الابتكار في المكتب الشريف للفوسفاط، حنان مورشيد، أن هذا المشروع يشكل “جهدا مهما في سياق الحاجة إلى التطور التكنولوجي للمساهمة في حلول إزالة الكربون”.

و تابعت “نحن فخورون بالمساهمة في هذا المشروع الذي يظهر بشكل ملموس الفرص للتقدم نحو اقتصاد منخفض الكربون بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر”، مذكرة بالطموح الكبير لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بأن تزيل عن كل أنشطتها الكربون بحلول سنة 2040 و أن تكون محايدة بشكل خاص فيما يتعلق بانبعاثاتها المباشرة بحلول 2030، و هي أهداف لا يمكن تحقيقها إلا بتطوير و استخدام الهيدروجين الأخضر.

بدورها، أعربت الخضري عن فخرها بضم جامعة محمد السادس  و مجموعة الفوسفاط إلى مشروع “Climate Impulse”، مشيرة إلى أنهما ينخرطان جديا في تعزيز جهود إزالة الكربون في القطاع الفلاحي.

و قالت: “ستساهم خبرتهما و معرفتهما بشكل مثالي في شراكتنا مع مؤسسة Solar Impulse، و ستسمح لهذا المشروع المناخي و التكنولوجي و الإنساني بالخروج إلى العلن”، معربة عن سعادتها بتحقيق هذا الالتئام الدولي حول هذا المشروع الرائع و الذي يحمل في طياته الكثير من الأمل.

أما رئيس بوليتكنيك ابن جرير، هشام الهبطي، فقد أشار إلى أن هذه الشراكة تشكل “فرصة فريدة لباحثينا و طلبتنا للعمل على تطوير حلول رائدة لمواجهة التحديات المناخية، مما يعزز نقل المهارات و المعرفة إلى المغرب”.

كما أضاف أن هذا المشروع سيتيح للطلب فرصة العمل على مشاريع مماثلة، خاصة في مجال مبتكر مثل الهيدروجين الأخضر، و لا سيما أن الجامعة لا تدخر جهدا في دعم الباحثين و طلبة الدكتوراه و تعزيز الإمكانيات اللوجستيكية، مؤكدا “أننا سنضطلع بدور جوهري للنهوض بالاستدامة من خلال الابتكار و البحث”.

و وفقا لبلاغ مشترك صدر بهذه المناسبة، بدأ تطوير الطائرة في سنة 2022، بما في ذلك أبحاث و دراسات الجدوى و التصميم بدعم من كبار رواد الصناعة.

و أشار إلى أن مشروع “Climate Impulse” يتجاوز كونه تقدما تكنولوجيا كبيرا يسهم في إزالة الكربون عن قطاع الطيران، بل هو أيضا رمز لقطاع التكنولوجيا النظيفة، حيث تبرز مؤسسة “Solar Impulse” الإمكانات الكبيرة لهذه التقنيات بشكل مستمر.

و أضاف البلاغ: “توجد آلاف الحلول لجعل عالمنا أكثر كفاءة، و تحقيق التوازن بين الربحية الاقتصادية المطلوبة و حماية البيئة”، مؤكدا أن هذه المغامرة تعد رسالة قوية تظهر أن تحديث و إزالة الكربون عن عالمنا أمر ممكن بدءا من اليوم”.

و تجسد مساهمة جامعة محمد السادس و مجموعة الفوسفاط في هذا المشروع، إلى جانب Syensqo، التزامهما بهذه الرؤية و تعكس عزمهما على لعب دور فعال في تحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة رقم 13، المتعلق بمواجهة التغيرات المناخية، و رغبتهما في تعزيز المبادرات العالمية من أجل مستقبل مستدام.

كما تهدف هذه الشراكة إلى إبراز إمكانات المغرب كرائد صاعد في مجال الهيدروجين الأخضر، و إثبات دوره الرئيسي في تطوير الحلول المستدامة والمبتكرة على المستوى الدولي.

و من خلال هذا الاتفاقية، ستكون الجامعة و المجموعة مع Syensqo، جهات فاعلة أساسية في عملية معالجة التحديات التقنية المتعلقة بمشروع Climate Impulse، بما في ذلك إدارة درجات الحرارة القصوى المطلوبة للحفاظ على الهيدروجين السائل عند ناقص 253 درجة مائوية طوال تسعة أيام من الطيران”.

بالإضافة إلى ذلك ستعمل الأطراف على تصميم و تصنيع الخزانات الحرارية المتلائمة و تطوير حلول مبتكرة أخرى من أجل ضمان نجاح هذا المشروع.

المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء