حقوقيون يدينون تفريغ 6 حافلات لمختلين عقليا بشيشاوة

حقوقيون يدينون تفريغ 6 حافلات لمختلين عقليا بشيشاوة

وصف المركز المغربي لحقوق الإنسان إقدام السلطات العمومية على تفريغ 6 حافلات محملة بأشخاص مختلين عقليا بإقليم شيشاوة، بـ”الفعل الشنيع و غير الإنساني” و “الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان”.

و أوضح بيان صدر عن المكتب التنفيذي للجمعية الحقوقية المذكورة، اليوم الخميس 25 يناير الجاري، بأن الحافلات تم تفريغها من ركابها بدوار “سيدي محمد صمبا”، التابع لجماعة “سيدي محمد دليل” بقيادة “السعيدات”، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة شيشاوة، و ذلك مباشرة بعد خروج هذه الحافلات من الطريق السيار مراكش ـ أݣادير.

و تابع البيان بأن الحافلات كانت محملة بأشخاص تبدو عليهم مظاهر المرض النفسي و العقلي، و ذلك خلال ثلاث ليالٍ من الشهر الجاري (ليلة 19 يناير حوالي الواحدة صباحا، و ليلة 21 يناير حوالي العاشرة  ليلا، و ليلة 22 يناير حوالي التاسعة ليلا)، أي بمعدل حافلتين في كل ليلة، حيث كانت الحافلات تخفرها عناصر أمنية، قبل أن يتبين للجمعية بأن الأمر يتعلق بأشخاص مختلين عقليا تم استقدامهم من الدار البيضاء.

و اعتبر البيان بأن السلوك الذي لجأت إليه السلطات “غير مسؤول”، و “ينتهك حقوق الإنسان على جميع المستويات”، موضحا بأنها، من جهة، تعرّض حياة هؤلاء المرضى للخطر عقب التخلي عنهم في العراء، دون مراعاة لحالتهم الصحية و النفسية و العقلية و احتياجهم للعناية الطبية المناسبة لأمراضهم، ومن جهة أخرى، أقدمت على إغراق دواوير بل و أحياء بمدينة شيشاوة بأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية و سلوكية خطيرة، مما يعرض حياة المواطنين بالإقليم إلى خطر الاعتداء عليهم من  أشخاص غير مسؤولين عن الجرائم التي قد يرتكبوها بقوة القانون.

و هو ما اعتبرته الجمعية “يشكل تهديدا للسكينة العامة بالمدينة”، مشيرة إلى أن مكتب فرعها بشيشاوة تلقى مكالمات من مواطنين، من أحياء: الأمل و الحسني والفرح و الخريبات، و من أصحاب محلات تجارية و مقاهٍ ، يشتكون من حالة الذعر التي أصابت الساكنة و مستعملي الطرق.

و أضاف البيان بأن هذا السلوك “يبدو أنه غير معزول”، لافتا إلى أن “السلطات العمومية دأبت عليه، من خلال تفريغ أفواج تلو الأخرى من المهاجرين الأفارقة و من الأشخاص المضطربين نفسيا و عقليا بإقليم شيشاوة، حتى جعلت منه شبيها بحديقة خلفية لمآسي المدن الكبرى”.

و قال إن الساكنة و المجتمع المدني يستنكرون ذلك، “فعوض جلب المشاريع التنموية للمنطقة للحد من تداعيات الزلزال المدمر، يتم تفريغ  المختلين العقليين و المهاجرين السريين لتضاف مشاكل أخرى إلى المشاكل التي يعاني منها الإقليم” يخلص البيان.