حوالي 2000 معصرة تعمل بالجهة..موسم الزيتون محرك قوي لسوق الشغل ببني ملال

حوالي 2000 معصرة تعمل بالجهة..موسم الزيتون محرك قوي لسوق الشغل ببني ملال

تحتوي جهة بني ملال ـ خنيفرة، التي تفرض نفسها كموطن لزراعة الزيتون، نحو ألفي معصرة حديثة و شبة حديثة تنشط خلال موسم العصر، الذي يخلق حركية نوعية في سوق الشغل المحلي.

و على الرغم من التراجع الكبير الملاحظ في إنتاجية الأصناف الرئيسية المغروسة بالجهة، بَصَمت هذه الوحدات على انطلاقة جيدة في عمليات استخلاص زيت الزيتون على أمل تحقيق إنتاج يناهز 96 ألف طن، وفق أرقام المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة.

و يمثل هذا الإنتاج المتوقع زيادة بنسبة 18 % مقارنة بموسم سنة 2023 الذي كان سجل إنتاجا يصل إلى 81 ألف طن.

و فضلا عن ألفي وحدة شبه عصرية، تتوفر الجهة، حاليا، على 13 معصرة حديثة يمكنها إنتاج إجمالي 780 طن في اليوم.

و تعمل هذه الوحدات، طيلة 24 ساعة، من أجل تلبية الطلب الوطني القوي على زيت الزيتون، حيث تساهم المنطقة وحدها بنحو 17%.

و إلى جانب هذه الوحدات، تضم المنطقة ما بين 5 إلى 10 معاصر تقليدية تقاوم عوائد الزمن، و تواصل نشاطها بأساليب تقليدية بالمناطق الجبلية لأقاليم بني ملال و خنيفرة و أزيلال.

و يتميز قطاع الزيتون بقيمته الاقتصادية العالية، إذ يساهم سنويا في خلق أكثر من 5 ملايين يوم عمل، خاصة خلال موسم الجني، و العصر، و توزيع زيت الزيتون و زيتون المائدة.

         المعاصر التقليدية.. زبناء أوفياء وقيمة كبيرة ثابتة

بينما تعرف وحدات إنتاج زيت الزيتون الحديثة و شبه الحديثة انتشارا واسعا في الجهة، تحافظ المعاصر التقليدية على شعبيتها وتواصل جذب زبنائها الأوفياء.

في دوار أوصفرو بالقصيبة، تسعى عائلة بواحي جاهدة للحفاظ على تقاليد العصر التقليدي، مواجهة في ذلك ضغوط تحولات الزمن.

و مازالت هذه العائلة تستخدم تقنية أصيلة تتمثل في طحن الزيتون باستخدام حجر الرحى، و هي طريقة تتمسك بها العائلة حفاظا عليها، أولا، و لكونها تفرز زيتا عالية الجودة من حيث النكهة و المذاق.

و هذه الطريقة التقليدية تتميز بالتعقيد، بدءً من جني الزيتون مرورا بانتقائه و تنقيته من الشوائب، قبل الوصول إلى مرحلة العصر أو الطحن.

و بعد الجني و التنظيف، يأتي الدور على الدابة التي يتم وصلها بالرحى و تستمر في الدوران حولها لطحن الزيتون الذي يفرز زيتا مع تواصل عملية العصر.

و حسب اسعيد بواحي، فإن هذه الطريقة العريقة تمكّن من الحصول على زيت زيتون عالية الجودة و بنكهات أفضل مقارنة بالزيت المستخلصة عن طريق عمليات العصر الحديثة، التي تضمن إنتاجا أوفر.

و أفاد بأن العصر التقليدي، رغم أنه مكلف و يتطلب يدا عاملة أكبر، و فضلا عن بطئه، إلا أنه يساعد في الحفاظ على العناصر الغذائية القيّمة للزيت.

        نشاط محرك لسوق الشغل المحلي     

   يعد موسم الزيتون نشاطا مزدهرا بجهة بني ملال ـ خنيفرة، إذ إنه المزود الأول للزيتون و زيتون المائدة على المستوى الوطني.

و يوفر قطاع الزيتون 5 ملايين يوم عمل، لاسيما خلال فترة الجني أو موسم العصر و غيرها من الأنشطة المتعلقة بزراعة الزيتون، كالنقل و الخدمات اللوجستية و صيانة آلات العصر إلى غاية مرحلة البيع.

و يعتبر عبد الهادي البدر، وهو منتج لزيت الزيتون بإقليم الفقيه بن صالح، أن موسم الزيتون مرادف للازدهار بالنسبة للفلاحين و لمالكي وحدات العصر على السواء، مشيرا إلى أن هذا الموسم تنشط فيه العديد من التخصصات الموسمية، خلال مراحل الجني و العصر و التسويق.

و أبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المنطقة لديها تقليد عريق في مجال جني و عصر و تسويق زيت الزيتون، الذي يشكل النشاط الفلاحي الرئيسي بها، مشيرا إلى أن مختلف فلاحي هذا القطاع بالمنطقة ظلوا مخلصين لأعلى معايير الإنتاج، من خلال الحد من اللجوء إلى المدخلات الكيميائية، و حرصهم على صيانة أشجار الزيتون طوال فترة نضج الثمار.

المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء