خامس حالة هذا الصيف..مصرع رضيعة بلسعة عقرب بقلعة السراغنة وبرلماني يتهم طبيبة بالإهمال
حارس عام تقدم بشكاية ضد طبية إنعاش لــ”تأخرها في القيام بواجبها المهني”
مسؤول: الطفلة دخلت في حالة فشل عضوي و التحقيق الإداري أكد بأن الطاقم الطبي والتمريضي أدى واجبه المهني بتنسيق تام
حالة وفاة جديدة تُسجل بإقليم قلعة السراغنة بسبب لسعات العقارب، خلال الصيف الجاري، فقد لفظت طفلة، تبلغ من العمر سنة و نصف، أنفاسها الأخيرة، في حدود العاشرة من ليل أمس السبت 7 شتنبر الجاري، بالمستشفى الإقليمي “السلامة” بمدينة قلعة السراغنة، متأثرة بلسعة عقرب تعرضت لها، أول أمس.
و وفقا لمصادر محلية، فقد كانت أسرة الطفلة مروة الهيلالي، القاطنة بحي “الهناء” بمدينة قلعة السراغنة، في زيارة عائلية بجماعة “سيدي الحطاب” بالإقليم نفسه، قبل أن تصاب بلدغة عقرب و تُنقل، ليلة أمس، لقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي.
و علمت “البهجة24” بأن الحارس العام بالمستشفى، “م.ش”، تقدم بشكاية لمدير المستشفى يطالب فيها بفتح تحقيق إداري بشأن “التأخير في القيام بالواجب المهني” ضد طبية إنعاش و تخدير، التي قال إنه تم الاتصال بها، على الساعة الواحدة من صباح أمس السبت، من طرف إحدى الممرضات من أجل إنقاذ الطفلة، التي كانت ترقد بقسم الإنعاش، غير أنها لم تلتحق بعملها، ليعيد الحارس العام الاتصال بها، على الساعة الثانية و 15 دقيقة صباحا.
و بعد تأخر دام زهاء ساعتين، تقول الشكاية إن الطبيبة حلت بالمستشفى، و “بدل التدخل لإسعاف المريضة، كانت أولويتها هي التهجم على الحارس العام و محاولة ضربه داخل قسم الإنعاش على مرأى من ممرضة و حارس عام آخر”، لائمة إياه على الاتصال بها.
من جهته، نشر النائب البرلماني عن الدائرة التشريعية “السراغنة ـ زمران”، العياشي الفرفار، بصفحته على فايسبوك، ليل أمس، صورة تجمعه بأشخاص داخل مستشفى “السلامة”، و مرفقة بتدوينة تقول إن وفاة الطفلة كانت “بسبب الإهمال من طرف طبيبة تخدير و إنعاش بالمستشفى الإقليمي”.
و أضاف البرلماني، المنتمي لحزب الاستقلال، “الأسوأ أن المعنية قامت بالاعتداء اللفظي على الحارس العام بعدما اتصل بها من أجل تقديم المساعدة للمريضة”.
و أكد البرلماني، في اتصال هاتفي أجرته معه الجريدة، أنه سيتقدم، غدا الاثنين، بسؤال كتابي لوزير الصحة و الحماية الاجتماعية حول ما وصفه بـ”الوضعية الكارثية لمستشفى السلامة، بالنسبة للمرتفقين و الطواقم الطبية و التمريضية و الإدارية، على ضوء حالة الوفاة الأخيرة”.
في المقابل، قال مصدر مسؤول بإدارة المستشفى بأن الرضيعة نُقلت للمستشفى و هي تعاني من أعراض الدرجة الثالثة من التعرّض للسعة العقرب، موضحا، في تصريح لـ”البهجة24″، أن جسمها كان يعاني من فشل عضوي تام، قال إنه تسبب في عدم تجاوبها مع العلاج المقدم إليها.
و تابع بأن إدارة المستشفى فتحت تحقيقا إداريا خلص إلى أن “الطاقم الطبي و التمريضي المشرف على حالة الطفلة المتوفاة أدى واجبه المهني بتنسيق تام بين جميع أعضائه”، مشيرا إلى أن طبية إنعاش و تخدير لم تكن مداومة، ليل أمس، و التحقت بالمستشفى بعدما تم الاتصال بها للانضمام للفريق المشرف على الحالة المذكورة.
و خلص إلى أن القضاء وحده هو من يحدد وقوع الإهمال من عدمه.
و أكد المصدر نفسه أن حالة الوفاة الأخيرة تعد الخامسة من نوعها، خلال هذا الصيف، مشيرا إلى أن الحالات الخمس، تتراوح أعمارها بين سنة و 7 سنوات، و بينها حالتان من إقليم أزيلال المجاور، في الوقت الذي قال إن المستشفى استقبل، هذه السنة، حوالي 900 حالة إصابة بلسعات العقارب.
و عزا عدم تجاوب بعض الحالات مع العلاج إما لصغر سنها، أو بسبب التأخر في نقلها للمستشفى، أو اللجوء للعلاج التقليدي.
و اعتبر بأن حالات الوفيات، هذه السنة، عرفت تراجعا كبيرا مقارنة مع الأعوام السابقة، مبرزا أن سنة 2021 شهدت وفاة 17 شخصا بلسعات العقارب، فيما السنة الماضية سجلت وفاة 10 أشخاص.
و عزا التراجع إلى توفير فريق طبي و تمريضي مختص في علاج هذه الحالات، فضلا عن التكوين الذي استفاد منه ممرضو الإنعاش و التخدير بالمستشفى.
في غضون ذلك، أكدت مصادرنا بأن مجموعة من الأطر الإدارية و التمريضية عبّرت، خلال الاستماع إليها من طرف إدارة المستشفى، عن استعدادها للإدلاء بإفاداتها في حالة إصدار النيابة العامة المختصة تعليمات بفتح بحث قضائي تمهيدي بشأن القضية.