خبراء يسلطون الضوء بمراكش على تحوّل المغرب من محتضن للاستثمارات إلى فاعل اقتصادي بالشرق الأوسط وإفريقيا

خبراء يسلطون الضوء بمراكش على تحوّل المغرب من محتضن للاستثمارات إلى فاعل اقتصادي بالشرق الأوسط وإفريقيا

شخصيات اقتصادية وطنية بارزة تسلط الضوء على تحوّل المغرب من بلد مستقبِل للاستثمارات إلى فاعل مهيكل للإنعاش الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) وإفريقيا.

تم ذلك خلال الدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي لمغاربة العالم المنظمة، اليوم الجمعة 9 ماي الجاري، بمراكش، والتي أكدت على الطموح القوي للمغرب في أن يصبح مركزا إقليميا للنمو المستدام والابتكار الاقتصادي في مجال الاستثمارات.

وبمناسبة هذا اللقاء، المنظم من قِبل مؤسسة جوائز مغاربة العالم، تحت شعار “استثمار مغاربة العالم في المغرب”، أبرز المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، دور الجالية المغربية بالخارج كفاعل في هذا التحول.

وأوضح أن “مغاربة العالم أضحوا حاليا محفزين للابتكار، كما يعد التزامهم أساسيا في ترجمة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مشاريع مهيكلة للاقتصاد الوطني”، مذكرا بأن هذه التعبئة الدولية تضع المغرب ليس فقط كوجهة جذابة، وإنما كملتقى استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا والعالم العربي.

من جانبه، ذكر المدير العام لـ”تمويلكم”، هشام السرغيني، بأهمية آليات الضمان الممنوحة لتسهيل الولوج إلى التمويل، خاصة في سياق متسم بتحولات سريعة، موضحا أن “الرهان اليوم يتمثل في بناء اقتصاد للاستثمار، ليس فقط للفرص، الأمر الذي يتطلب أدوات مواكبة متينة وحلولا على المقاس لحاملي المشاريع”.

وتابع أن برنامج “مغاربة العالم إنفست” يشكل رافعة إستراتيجية لتوجيه مدخرات مغاربة العالم نحو الاقتصاد الوطني، موضحا أنه “بفضل مزيج من الحوافز العمومية وآليات الضمان والتمويل المشترك، نقدم للمستثمرين من المغاربة المقيمين بالخارج بيئة مهيكلة وواضحة ومحفزة لتجسيد مشاريعهم”.

من جهته، شدد المدير العام لمكتب الصرف، إدريس بن الشيخ، على تطور “عرض المغرب”، المُوجه أكثر فأكثر، نحو سلاسل قيم تنافسية في قطاعات من قبيل صناعة السيارات والطاقات المتجددة والصناعة الغذائية.

وأبرز أن مغاربة العالم يواصلون إظهار تشبثهم العميق ببلدهم الأصلي، كما يدل على ذلك المستوى المتواصل لتحويلاتهم المالية، التي بلغت 17,70 مليار درهم في متم فبراير 2024، بنمو نسبته 1,5% مقارنة بالسنة الماضية.

وسجل أنه “إلى جانب مساهمتهم المالية المتواصلة، حان الوقت لتحويل هذه الدينامية إلى رافعة إستراتيجية للاستثمار المنتج. فهناك آليات عديدة تتيح اليوم للمغاربة المقيمين في الخارج إطارا محفزا وآمنا لتوجيه مواردهم نحو مشاريع مهيكلة في وطنهم الأم”.

وأكد المدير العام لمكتب الصرف أن “الأمر لم يعد يتعلق فقط بالتحويل، وإنما بالاستثمار الذكي لبناء مغرب أقوى وأكثر ابتكارا وشمولا”.

ويجمع هذا المنتدى شخصيات ومقاولين ومستثمرين وخبراء اقتصاديين وماليين، بهدف مناقشة الدور الحاسم الذي يقوم به المغاربة في جميع أنحاء العالم في التنمية الاقتصادية للمملكة مع تقديم جميع التوضيحات حول البيئة الاقتصادية المغربية وفرص الاستثمار المتاحة بشكل خاص بالنسبة لمغاربة العالم.

وخلال هذه الدورة الأولى، ستتم مناقشة العديد من المواضيع، لاسيما “فرص الاستثمار لمغاربة العالم في المغرب”، “وآليات تمويل المشاريع”، وكذا “سبل إنجاح دمج هذه الاستثمارات في ديناميات التنمية المحلية والإقليمية”.