رغم إنشاء محطة للمعالجة بـ6 ملايير..المياه العادمة الصناعية لازالت تُلوّث غابة سيدي بوعثمان

رغم إنشاء محطة للمعالجة بـ6 ملايير..المياه العادمة الصناعية لازالت تُلوّث غابة سيدي بوعثمان

على الرغم من إنشاء محطة للمعالجة، بتكلفة مالية بلغت 61 مليون درهم (6 ملايير و 100 مليون سنتيم)، عادت المياه العادمة الصناعية الصادرة عن شركات الحي الصناعي بسيدي بوعثمان، مجددا، إلى تلويث المجال الغابوي بمحاذاة الطريق الوطنية الرابطة بين الدار البيضاء و مراكش.

مصادر مطلعة أرجعت عودة قذف المياه العادمة مباشرة في الوسط الطبيعي بدون معالجة أولية إلى اختناق قنوات المحطة المذكورة بسبب مخلفات بعض الشركات الواقعة بالحي الصناعي، خاصة معمل لتصنيع الصوف و معصرة زيتون و مدبغة.

و أوضحت المصادر نفسها بأن المجلس الجماعي راسل عامل الإقليم، في مناسبة سابقة، لإشعاره بخرق بعض المصانع لبنود دفتر التحملات الخاص بالمنطقة الصناعية، و عدم التزامها بتوصيات اللجنة الإقليمية، التي سبق لها أن شددت على ضرورة المعالجة الأولية للمياه العادمة الصناعية، من خلال تجميعها بأحواض داخل هذه الوحدات، و إحداث محطات للمعالجة خاصة بكل مصنع.

و في كل مرة تختنق فيها القنوات، تضطر جماعة سيدي بوعثمان إلى  طلب المساعدة التقنية و اللوجيستيكية من المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب ـ قطاع الماء و من جماعة ابن جرير المجاورة، من أجل الحد من تسرب المياه العادمة الصناعية إلى الأشجار و الآبار و قنوات مياه الشرب…

و سبق لعامل الرحامنة أن أشرف، الخميس 9 يناير 2020، على تدشين محطة المعالجة، الممتدة على مساحة 6000 متر مربع، و المحدثة بتمويل من مجموعة “العمران”.

يُشار إلى أن مدينة سيدي بوعثمان و ضواحيها ظلت تعاني، لسنوات طويلة، من مشكل بيئي بسبب مجاري المياه العادمة الصناعية التي كانت تُغرق الحقول و المجال الغابوي لمساحة تمتد لأكثر من 8 كيلومترات بمحاذاة خط السكك الحديدية و الطريق الوطنية رقم 9، و تؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة و انتشار الحشرات، قبل أن يتم إحداث محطة المعالجة بهدف وضع حد لمعاناة السكان و وقف إتلاف الغابة، غير أن المياه العادمة تعود، بين فترة و أخرى، لتتسرب.

يُذكر، أيضا، بأنه سبق لهيئات المجتمع المدني بالإقليم أن نظمت وقفات احتجاجية نددت خلالها بإحداث حي صناعي، يمتد على 107 هكتارات، بدون شبكة تطهير، و هو الحي الذي تم إنجازه في إطار شراكة بين الوزارة المكلفة بالصناعة و “العمران”، بكلفة إجمالية تصل إلى 14 مليار و 260 مليون سنتيم، ساهمت فيها الدولة بـ4  ملايير سنتيم، عن طريق صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية.