زعيم “لفراقشية” نفذ حوالي 200 سرقة ودرك ابن جرير يواجهه مع 18 ضحية

معطيات أولية مثيرة كشف عنها البحث الأمني مع الرأس المدبر لعصابة إجرامية متخصصة في سرقة المواشي “الفراقشية”، أودعه قاضي التحقيق باستئنافية مراكش، أمس الثلاثاء 13 ماي الجاري، سجن “الأوداية”، على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري في مواجهته على خلفية اعتقاله من طرف درك ابن جرير متلبسا بحيازة 21 رأسا من الأغنام المسروقة.
200 سرقة و18 ضحية
فقد قدرت مصادر مطلعة عدد السرقات التي نفذتها عصابة “ع.ك” (39 سنة) في حوالي 200 عملية بمناطق مختلفة، منذ سنة 2017، تاريخ مغادرته السجن بالدار البيضاء بعد قضاء ثلاثة أشهر بتهمة “إخفاء أشياء متحصلة من جريمة”، وهي العقوبة الحبسية الوحيدة المحكوم عليه بها رغم سجله الحافل بسرقات المواشي والسيارات وممتلكات أخرى خاصة، مستعملا السلاح الأبيض و معتديا بوحشية على ضحاياه.
وأوضحت المصادر ذاتها أن 18 ضحية، ينحدرون من مديونة وسطات وبرشيد وقلعة السراغنة وابن جرير، تعرفوا على زعيم “لفراقشية”، خلال إجراء مواجهة لهم معه أثناء فترة وضعه تحت الحراسة النظرية، التي تم تمديدها لـ24 ساعة إضافية لتعميق البحث معه من لدن المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير بإذن مكتوب من الوكيل العام بمراكش، وكان بينهم مستخدم بمحطة وقود بجماعة “الحساسنة”، ضواحي برشيد، سلب منه 9000 درهم واعتدى عليه برفقة عنصرين آخرين بالعصابة، متسببين له في كسور بليغة خضع على إثرها لعمليتين جراحيتين.
وتابعت مصادرنا بأن توقيفه أعاد فتح حوالي 40 مسطرة متعلقة بسرقات متنوعة، بعضها كان مسجلا ضد مجهول، إذ حلّ عناصر من الدرك والشرطة من أقاليم مختلفة بعاصمة الرحامنة وأجروا معه أبحاثا تمهيدية بشأنها، بينها مسطرتان من قِبل المنطلقة الإقليمية لأمن ابن جرير.
“فراقشي” يتخفّى في لباس شيخ
وتؤكد مصادر متطابقة بأن”ع.ك” يمكن تصنيفه دون مواربة بـ”الخطير جدا”، مضيفه بأن قرار تكليف 10 دركيين بحراسته أثناء نقله إلى مراكش لإجراء مسطرة تقديمه أمام العدالة لم يكن اعتباطيا، وتُجمع على أنها وطيلة مساراتها المهنية لم تصادف مشتبها فيه بمثل خطورته، فناهيك عن بنيته الجسدية القوية بطول يقارب مترا و90 سنتيمترا ووزن يتجاوز مائة كيلوغرام، و”شراسته وإصراره على ارتكاب أفعال مخالفة للقانون عن سابق تصميم وترصد”، فإنه “كان بارعا في التخفي، ويحرص على عدم ترك أي أثر بمسارح جرائمه”.
وأوضحت أن “ع.ك” كان يكتري لزوجته وأبنائه الثلاثة شقة بالدار البيضاء، ويغيّر باستمرار سكن أسرته، وحين يحلّ بمسقط رأسه بابن جرير يطلق لحية للتمويه، أما حين ينفذ عمليات السرقة فإنه كان يرتدي زيا تقليديا متخفّيا في لباس شيخ وقور.
و لإخفاء أي دليل ضده، فقد كان يرتدي قفازات لعدم ترك آثار بصماته، كما كان يضع قناعا لتفادي رصده من كاميرات المراقبة، إذ حجز الدرك الملكي لديه لحظة توقيفه أقنعة وعلبة قفازات.
وفي إطار الإعداد للإفلات من أي ملاحقة محتملة من طرف الأمن أو ضحايا سرقاته، فقد كان يضع كيسا من الأحجار مختلفة الأحجام بصندوق السيارة الفلاحية (بيكوب) المسروقة المضبوطة لديه، ليصرح، تمهيديا، بأنه كان يعتزم استعمالها لرشق مطارديه والإلقاء بها في طريقهم.