شاحنة تدهس شخصا كان يحتج ضد أضرار مقلع للرمال بالرحامنة

شاحنة تدهس شخصا كان يحتج ضد أضرار مقلع للرمال بالرحامنة

بتعليمات من الوكيل العام بمراكش، فتح المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير، ابتداءً من بعد زوال اليوم الثلاثاء 13 غشت الجاري، بحثا قضائيا تمهيديا بشأن مصرع شخص دهسا بشاحنة لنقل الرمال بجماعة “لبريكيين” بإقليم الرحامنة.

و حسب مصادر مطلعة، فقد حلّ الضحية عبد الكريم لشكر (63 سنة)، المنحدر من دوار “السميحات”، بمقلع للرمال بدوار “الطناجة” بالجماعة نفسها، للاحتجاج ضد الأضرار التي يتسبب فيها المقلع المذكور، ليتطور الأمر إلى نقاش حاد مع سائق شاحنة كانت محملة بالرمال و بصدد مغادرة المقلع، قبل أن ينتهي كل ذلك بحادث فاجع، إذ تعرّض الشخص المحتج للدهس بواسطة مقدمة الشاحنة التي أردته قتيلا، في حدود الثانية زوالا.

و قد تم نقل جثة الضحية لمستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بابن جرير.

و ثمة روايتان للحادث بالمقلع الذي تعود ملكيته لمستثمر ابن جنرال متقاعد بالدرك الملكي، فقد وصفه مصدر مسؤول بـ”الحادث العرضي”، موضحا أن الأمر يتعلق بـ”حادثة سير”، و مشيرا إلى أن الضحية كان يحتج بمحاذاة الباب الأيمن للشاحنة، ثم انتقل إلى الباب الأيسر محاولا الاقتراب من السائق، الذي قال المصدر ذاته بأنه قدّم نفسه للدرك الملكي و صرّح، تمهيديا، بأنه لم ينتبه للضحية و هو يحاول المرور من أمام الشاحنة للجهة الأخرى.

و وفقا للمصدر نفسه، فإن ابن الضحية يعمل كمستخدم بالمقلع بأجر شهري يصل إلى 4000 درهم.

في المقابل، يجزم أفراد من عائلة الضحية بأن الحادث “عملية دهس انتهت بمصرع الضحية”، الذي يقولون إنه كان دائم الاحتجاج ضد الأضرار التي تتسبب فيها الشاحنات التي تنقل الرمال من المقلع.

و إذا كانت بعض المصادر أفادت بأن مالك المقلع يتفاعل إيجابيا مع مطالب سكان المنطقة، و يقوم بتقديم منح شهرية لجمعيات محلية، فقد سبق للعديد من سكان قرية “سبت لبريكيين”، التي تبعد عن ابن جرير بحوالي 13 كيلومترا، أن نظموا وقفات احتجاجية، مؤازرين بممثلي هيئات سياسية و حقوقية و نقابية، للتنديد بما تتسبب فيه الشاحنات التي تنقل الرمال و الكَرانيت من المقالع المنتشرة بالمنطقة من تردٍّ للطريق الرابطة بين ابن جرير و مركز جماعتهم.

ناهيك عمّا وصفوه بـ”الأضرار الصحية و المادية التي تتسبب فيها هذه المقالع، من قبيل ظهور أمراض تنفسية (الربو و الحساسية)، خصوصا في وسط الأطفال، و ما أدت إليه من نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية و الدواجن، و تراجع للقطعان التي ترعى الكلأ الملوث بالأتربة، و الأضرار البيئية المتمثلة في التدهور الخطير للغطاء النباتي، إذ تراجعت مساحات حقول أشجار الزيتون والعنب، و ظهور بوادر التصحر على مجموعة من الضيعات الفلاحية المسقية التي كانت تزخر، إلى وقت قريب، بأنواع الخضروات و المزروعات، و تشكّل مصدر العيش الأساسي لغالبية الأسر…”.

و أكد المحتجون بأن أن العديد من المقالع لا تحترم دفاتر التحملات الخاصة باستغلال الرمال و الكَرانيت، و تتسبب في إزعاج يومي لراحة السكان و للمناخ التربوي بالمدارس، من خلال اختراق الشاحنات للدواوير، مع ما يترتب عن ذلك من تهديد للسلامة الجسدية للأطفال، و ظهور شقوق و تصدعات بالمنازل بسبب الاستخدام المفرط للمتفجرات في مقالع الكَرانيت.