قلعة السراغنة..المعارضة تُسقط ميزانية جماعة الصهريج

قلعة السراغنة..المعارضة تُسقط ميزانية جماعة الصهريج

رشيد غازي

تطور لافت في تدبير الشأن المحلي بجماعة “الصهريج” بإقليم قلعة السراغنة، فقد أسقطت المعارضة، أمس الجمعة 10 أكتوبر الجاري، مشروع الميزانية برسم السنة المالية 2026، خلال الجلسة الثانية من الدورة العادية لشهر أكتوبر، في خطوة تعكس تصاعد التوتر داخل المجلس الجماعي.

وصوّت ضد مشروع الميزانية 11 عضوا، من ضمنهم نائبان للرئيس، إضافة إلى رؤساء لجان دائمة تشمل لجنة المالية، لجنة الشراكات، ولجنة المرافق العمومية، إلى جانب نوابهم، كما امتنع ثلاثة أعضاء عن التصويت، في موقف يمكن اعتباره مؤشرا على انقسام واضح داخل الأغلبية المفترضة.

في المقابل، صوّت بقبول الميزانية 10 مستشارين جماعيين، بينهم رئيس المجلس خالد لمعزز، المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية، بينما تغيّب 4 أعضاء آخرين عن أشغال الدورة.

أسباب الرفض

وعلّل المعارضون قرارهم برفض مشروع الميزانية بعدة ملاحظات وصفوها بـ”الجوهرية”، على رأسها “عدم توصلهم بالوثائق التفصيلية المتعلقة بالميزانية في الوقت المناسب”.

كما أشاروا إلى ما اعتبروه “تضخيما لبعض بنود الميزانية دون مبررات واضحة”، ناهيك عمّا وصفوه بـ”عدم إشراك باقي مكونات المجلس في بلورة الخطوط العريضة لمشروع الميزانية”.

وعبّر الأعضاء الرافضون عن استيائهم مما نعتوه بـ”عدم احترام مقتضيات القانون التنظيمي للجماعات 113.14، لاسيما ما يتعلق بإعداد مشروع الميزانية وعرضه على المجلس وفق المساطر والآجال القانونية المعمول بها”.

تداعيات مرتقبة

رفض المصادقة على الميزانية يعيد إلى الواجهة سؤال التماسك داخل مجلس جماعة “الصهريج”، ويطرح تحديات مستقبلية حول إمكانية تمرير الميزانية في دورة استثنائية من عدمه.

ويخشى متتبعون للشأن المحلي أن ينعكس هذا الخلاف سلبا على السير العادي لمصالح المواطنين، خاصة في ظل تجميد عدد من المشاريع المرتبطة بالبرمجة المالية السنوية.

من جهتهم، يدعو فاعلون محليون إلى ضرورة تبني مقاربة تشاركية شفافة تضمن إشراك جميع مكونات المجلس، أغلبية ومعارضة، في اتخاذ القرار، خدمة للصالح العام، ولتجنيب الجماعة الدخول في حالة “بلوكاج” مؤسسي قد يعيق التنمية المحلية.

 الرئيس: حرصي على الحكامة فَرَط الأغلبية

في المقابل، نفى رئيس المجلس اتهامات معارضيه، مستغربا كيف أصبحت تُوجه إليه مؤخرا وهو الذي قال إنه حظي بشبه إجماع من طرف أعضاء الجماعة، بمن فيهم ثلاثة رؤساء سابقين.

وقال الرئيس، في اتصال هاتفي أجرته معه “البهجة24″، إن “حرصه على الحكامة وحسن التدبير المالي تسبب في انفراط عقد الأغلبية”، مشيرا إلى أنه ظل دائما “متشبثا بإبرام الصفقات في أجواء شفافة وقانونية”.