متحف البطحاء بفاس يستعد لفتح أبوابه بعد الترميم

متحف البطحاء بفاس يستعد لفتح أبوابه بعد الترميم

بعد أربع سنوات من أعمال الترميم، التي أعادت إحياء روعة هذا القصر التاريخي، يستعد متحف البطحاء للفن الإسلامي بفاس لفتح أبوابه للجمهور.

“البهجة24” ترجمت مقالا لصحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، التي زارت المتحف حصريا قبل افتتاحه.

 

أعرق المتاحف وأكبرها

يعد متحف البطحاء للفن الإسلامي أقدم و أعرق متاحف المملكة المغربية الشريفة، حيث تأسس، سنة 1915، و الأكبر مساحة بـ7320 مترا مربعا، كما يعتبر أحد أهم المعالم الأثرية في فاس.

و بعد أربع سنوات من أعمال الترميم الشاملة، من المقرر أن يعاد افتتاح هذا الصرح الثقافي المميز، في أواخر شهر يونيو الجاري، و ذلك بعد خضوعه لعملية ترميم دقيقة أضفت عليه رونقا جديدا.

و تتضمن هذه العملية إعادة تأهيل المتحف ليصبح متحفا متخصصا في الفن الإسلامي، تحت إشراف مؤسسة المتاحف الوطنية (FNM: Fondation Nationale des Musées ). و كان هذا القصر الفخم، الذي بُني، في أواخر القرن التاسع عشر، بمثابة مقر إقامة صيفية و قصر استقبال.

7000 قطعة أثرية

عشرة أقسام تمت إعادة هيكلتها بالكامل وفقا لأحدث معايير العرض المتحفي الدولي، و تبدأ الرحلة من القاعات المخصصة لفترات ما قبل الإسلام، و تنتقل عبر العصور المختلفة، لتصل إلى القاعات المخصصة لمدينة فاس العريقة.

و سيتم عرض 700 قطعة أثرية تم انتقاؤها بعناية من بين أكثر من 7000 قطعة محفوظة في مخازن المتحف. تشمل هذه القطع بعضا من أهم روائع الفن الإسلامي في المغرب، و بفاس تحديدا، مثل المنبر القديم جدا لمسجد الأندلس (القرن 10)، الذي كان شاهدا على الصراعات بين الفاطميين و الأمويين، أو الساعة المائية للمدرسة البوعنانية (القرن 14)، التي تشهد آلية عملها الغامضة على الدرجة العالية من براعة العلماء في ذلك العصر.

ترميم دقيق

في تناغم تام مع الديكور التاريخي الداخلي و الغني للقصر، تم تصميم السينوغرافيا بطريقة تبرز هذه القطع الأثرية و تتيح للزوار فرصة الاستمتاع بجمالية هندسة المكان.

و بفضل الحرص على تحديث المتاحف مع الحفاظ على التراث، أعادت المؤسسة الوطنية للمتاحف، برئاسة مهدي قطبي، البريق لفضاء تاريخي، كان يعاني من حالة متدهورة، دون أن تشوه روحه.

“كان من الضروري احترام أصالة المعلمة” يلخص علاء فشتالي، أمين القصر، الذي يتذكر زيارته المتحف في طفولته مع جده.

أعيدت الجدران المغطاة بطبقة من الجير ” البيج” إلى بياضها الأصلي، و تم القيام بعمل دقيق من الترميم على جميع العناصر الزخرفية، بما في ذلك الزليج و الجبس و الخشب المنحوت.

الأكثر إثارة للإعجاب هو إحياء الألوان الأصلية للزخارف الزهرية أو الهندسية للأبواب و النوافذ، التي نفذها أحد آخر المعلمين الحرفيين المتقنين للرسم على الخشب باستخدام الأصباغ الطبيعية. و أعيد البريق للأبواب التي فقدت ألوانها، و الأسقف، كما تم ترميم النوافذ التي كانت زخارفها متعددة الألوان مغطاة بطبقة من الطلاء.

تجديد الحديقة

هذا الاهتمام بالأصالة هو نفسه الذي اعتُمد في عملية تجديد الحديقة (60% من المساحة)، التي تمتد بين مبنيي القصر، مع وفرة و تنوع ألوانها الزاهية، الأحمر اللامع لأشجار الرمان، و الأرجواني الخفيف لأشجار الجاكاراندا، و الأخضر لأشجار السرو، و النخيل، و الحمضيات.

بين خرير النوافير و الأصوات العذبة للعصافير، يستمتع الزائر بكل روعة حدائق الأندلس.

سيكون المتحف مفتوحا، ما عدا الثلاثاء، و سيتم الإعلان عن برنامج للمعارض المؤقتة، قريبا، بالإضافة إلى إحداث مقصف (كافيتريا) و متجر.

المصدر/ Le Figaro