3 أسئلة لمحمد تكناوي/فاعل تربوي: “مول الحوت” فقاعة في زمن صناعة التفاهة

3 أسئلة لمحمد تكناوي/فاعل تربوي: “مول الحوت” فقاعة في زمن صناعة التفاهة

ما تعليقك على قضية التشهير بأستاذ بمراكش من طرف “مول الحوت”؟

أهم ما لفت نظري في هذه القضية هو التصدَّي الحازم للمجتمع وهيئاته الحقوقية والجمعيات لغيمة الغبار التي أثارها أحد صناع محتويات التفاهة بتطاوله على أستاذ سبق وأن درّسه، من خلال مقارنة مبطنة لسيارته الفارهة بسيارة الأستاذ البسيطة، ظنا منه أن ذلك يصنع له قيمة.

ولكن هل يكفي الاستنكار والتفاهة تغزو إنتاجنا الرقمي بسبب المتابعة الواسعة؟

بالفعل، متابعة بعض الأوساط الشعبية لهكذا منتوج تسهم في ارتفاع الضجيج وعلو النشاز على أنقاض الصمت العظيم، حتى توهم الفقاعات أنهم ملؤوا المكان في زمن أغبر رأينا فيه  كائنا يلهث خلف الأضواء ويتعملق على أهم قلعة من قلاع  الممانعة ضد الأمية و الجهل والتخلف الفكري.

الأكيد أن الدهشة والاستغراب والاستهجان والتنديد لا تنفع جميعها لتوصيف هذه الخرجة وهذا المستوى المقزز لفقاعة أنتجتها منصات التواصل الاجتماعي. وصدق الشاعر الذي قال:

إن الكريم إذا تمكن من أذى..جاءته أخلاق الكرام فأقلعا

وترى اللئيم إذا تمكن من أذى..يطغى فلا يبقى لصلح موضعا

ماذا بعد حملة الإدانة؟

في اعتقادي أن أثارة القضية لا ينبغي أن تتحول إلى استنزاف مستهلك للموضوع، ولكن كما قال الشاعر “فكم من نعمة في طي نقمة”، فقد انبرى رجال تعليم وقانون ونقابيون وحقوقيون متصدين لهذا الفعل المخالف للقانون والأخلاق، وعسى أن تتحول هذه اللحظة إلى مناسبة لاستنهاض وشحذ الهمم والتصالح مع ذواتنا ومع بعضنا البعض ومع رموزنا وأساتذتنا و فضاءاتنا ومؤسساتنا، بدل الإصرار على اختيار الموضوع الخطأ و إذكاء نعرات الحقد الاجتماعي وجر النقاش إلى متاهات بعيدة عن الهموم وتطلعات الوطن والمواطنين .