مسجد الكتبية يفتح أبوابه بعد الترميم
بعد 6 أشهر من إغلاقه جرّاء الزلزال، أعاد مسجد “الكتبية” بمراكش، أمس السبت 16 مارس الجاري، فتح أبوابه في وجه المصلين، بعد الانتهاء من أشغال الترميم، التي خضع لها على إثر زلزال 8 شتنبر الماضي.
و تأتي إعادة فتحه، إلى جانب العديد من المساجد الأخرى، على إثر تعليمات الملك محمد السادس بفتح المساجد التي تم تشييدها أو أعيد بناؤها أو تم ترميمها من لدن وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية.
و كان بلاغ للوزارة أوضح أن عدد هذه المساجد بلغ 43 مسجدا، موزعة ما بين 17 مسجدا تم تشييدها، و 24 مسجدا تم ترميمها، بينها مسجد “الكتبية”، الذي تم إصلاح ما لحق به من الأضرار بسبب الزلزال.
كما تم تهيئ الساحة المحاذية للمسجد لاستقبال المصلين لأداء صلاتي العشاء و التراويح، ابتداءً من مساء أمس.
و بعدما ظل صامدا طيلة 9 قرون متواصلة، أصدرت ولاية جهة مراكش ـ آسفي، الأحد 10 شتنبر 2023، قرارا بإغلاق مسجد “الكتبية”، بعدما أصيب بتصدعات و شقوق جرّاء الزلزال العنيف.
و استندت ولاية الجهة في قرارها، الذي تم اتخاذه بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بعمالة مراكش، على تقرير أعده مكتب دراسات بعد إنجازه معاينة تقنية للمسجد و مرافقه، و للتصدعات والشقوق التي تعرّض لها.
و شُيّد المسجد، الذي يبلغ ارتفاع صومعته 77 مترا، في عهد الموحدين، في عام 1120م، قبل أن يتم تغييره بشكل كبير، سنة 1162 م، تحت حكم الخليفة الموحدي أبي يوسف يعقوب المنصور.
و بمساحة إجمالية تصل إلى 5 آلاف و 300 متر مربع، تم ترميم المبنى الأصلي من طرف وزارة الثقافة، في سنة 1990.
و في سنة 2016، تم تجهيز المسجد بألواح شمسية و سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية و مصابيح اقتصادية، في إطار الجهود المبذولة للرفع من استخدام الطاقات المتجددة في هذه المعلمة التاريخية.
و علاوة على مكانتها الدينية و الثقافية، تشكل هذه الجوهرة المعمارية المحاذية لجامع الفنا وجهة سياحية متميزة و رمزا لغنى تاريخ المغرب، بشكل عام، و مراكش، تحديدا.