مصممة ديكور عاشقة للمغرب تفتتح رياضا بمراكش
في هذه الوجهة الجديدة الزاهية الألوان الواقعة على أطراف المدينة القديمة بحي “دار الباشا” بمراكش، فتحت مصممة الديكور الأوكرانية الأصل، ستانيسلافيا كلاين، و المشهورة باسم العلامة التجارية لشركتها، ستيلا كادينتي Stella Cadente، مؤخرا، رياضا لاستقبال أول زوارها.
المصممة، التي تابعت دراستها بفرنسا و أمريكا، تعشق المغرب، الذي تقيم به منذ عشر سنوات.
عاشقة المغرب
ستيلا كادينتي ليست غريبة على عالم الفنادق، فقد صممت ديكورات ما يقرب من 60 منشأة سياحية حول العالم، لكن هذا الفندق الصغير، المتكون من سبعة غرف، يحتل مكانة خاصة في قلب المصممة.
و السبب في ذلك أنه بيتها الشخصي. عاشقة المغرب، التي تستقر فيه، منذ عشر سنوات، افتتحت ستيلا كادينتي بالفعل أول فندق “بوتيكي” لها بمراكش. هي التي تختفي عادة بعد وضع اللمسات الأخيرة على الديكور، تجلس الآن في الصفوف الأمامية لمشاهدة المكان ينبض بالحياة.
تقول “هذا يغير كل شيء، لأننا نختبر الفندق بشكل يومي، نتفاعل مع ضيوفنا، نحصل على ملاحظاتهم، نعدل المفهوم في الوقت الفعلي، إنه مجز للغاية”. ثم تضيف “ما هو مثير للاهتمام هو جمع كل مهاراتنا في مكان واحد و مراقبة كيفية ردود أفعال الناس”.
رياض بحي دار الباشا
يقع رياض ستيلا كادينتي بحي دار الباشا ، وهو تكريم حقيقي للحرف اليدوية المغربية. كل تفاصيل الديكور تم التفكير فيها بعناية من قبل المصممة، التي استعرضت علاماتها التجارية لفترة طويلة على منصات العرض الباريسية قبل أن تنشئ في عام 2008 استوديو ستيلا كادينتي.
تقول ستيلا كادينتي “كل شيء تم صنعه هنا حسب الطلب من طرف حرفيين من فاس أو مراكش، وفقا لقواعد فن الصنعة”. و تضيف” لقد تعاوننا مع عمال الجبس، و صانعي المقاعد، و البلاط الإسمنتي، و الخيزران و النحاس…لقد استمتعنا حقا”.
كان الحب من النظرة الأولى لهذا الرياض الواقع على أطراف المدينة. “كان فعلا بحالته الأصلية عندما اكتشفناه، لكننا شعرنا فورا بإمكاناته الرائعة، لاسيما بسبب موقعه. يقع بيت الضيافة الخاص بنا على بعد خمس دقائق من الأسواق، و لكن يسهل الوصول إليه بسيارة الأجرة التي تتوقف أمام الباب مباشرة”. وهذا من شأنه أن يطمئن المسافرين الذين يخشون الضياع في متاهات المدينة القديمة.
ديكور معروض للبيع
“شهرزاد” أو “مغارة علي بابا “…من أسماء الغرف السبع المستوحاة من حكاية ألف ليلة و ليلة، التي قدمت المصممة تفسيرا لها بطرق مبهجة بالألوان. الخطوط، و النجوم، و ريش الطاووس، و الصور التي تحمل توقيع المصممة و شريكها، فلوريان كلوديل، تخلق عالما يشبه شبيها بالأحلام.
باستثناء بعض الأثاث المنتقى من هنا و هناك، تم تصميم كل شيء من لدن أستوديو ستيلا كادينتي و من صنع الحرفيين: الإضاءة، السجاد، و الستائر المصممة مثل فساتين السهرة، أغطية السرير و الوسائد التي صممتها ستيلا و قامت بتطريزها يدويا جمعية من المطرزات من جماعة أوريكا المجاورة. “نحن فخورون بدعمهن، هؤلاء النساء يقمن بعمل رائع يسمح لهن بالاستقلال المالي” توضح المصممة.
بالرياض كل شيء معروض للبيع. تقول ستيلا كادينتي بابتسامة “إنه مفهوم تطوري، فالديكور مقدر له أن يتغير باستمرار. يمكن للضيوف المغادرة مع مصباح، أو قطعة سيراميك، أو وسادة مطرزة، أو رأس سرير حتى…”.
مشاريع جديدة
يسعد المصممة، أيضا، مشاركة عناوينها المفضلة في المدينة الحمراء مع زبائنها. يمكن للنزلاء التواصل مع موظفي الفندق عبر خط واتساب مخصص لهم، على مدار 24 ساعة لحجز جولة أو حمام مغربي، و طلب اقتراحات للجولات، كما توضح المصممة.
“الضيافة ليست مجرد تصميم. إنه مزيج من التجارب. لقد أولينا اهتماما حقيقيا بالرفاهية، و الخدمة، و الاستقبال، و التفاصيل العملية… نريد استقبال الضيوف بدفء و في أجواء غير رسمية تفيض بروح عائلية، و لكن دون الوقوع في الألفة” توضح ستيلا، ثم تستطرد: “و بالتالي يمكن للضيوف، مثلا، تنظيم عشاء خاص على سطح المبنى إذا رغبوا في ذلك”.
سبق لستيلا كادينتي أن افتتحت دار ضيافة في قصر قديم من القرن التاسع عشر في بروفانس بفرنسا. و لم تتخل يوما عن إدارة أستوديو التصميم الداخلي الخاص بها، حيث ستوقع قريبا على عقد تصميم ديكور فندق جديد في مونبلييه بفرنسا و منشآت سياحية بمراكش.
تقوم كادينتي وشريكها كلوديا، هذه الأيام، بوضع اللمسات الأخيرة على رياض في قلب المدينة القديمة، و هو احتفاء بحدائق ماجوريل الشهيرة بمراكش، بأسلوب معاصر جدا. “هذا الاختيار الحديث جدا هو تمرين جديد بالنسبة لنا، وهو ممتع للغاية” تقول مصممة الديكور.