يحصد 9 وفيات يوميا..أرقام مقلقة عن داء السل بالمغرب

يحصد 9 وفيات يوميا..أرقام مقلقة عن داء السل بالمغرب

داء السل ما يزال يمثّل مشكلة صحية مقلقة في المغرب، إذ إن تقديرات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن المغرب يسجل يوميا 96 حالة إصابة، وتسع وفيات يوميا بالسل.

ذلك ما أكده الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لموقع القناة الثانية.

وسجل أن “تراجع في حالات الإصابة بالسل في المغرب بطيء جدا، إذ لم ينخفض إلا بنسبة 1٪ في السنة بين 2015 و2021، مما يعيق الحد من الإصابة به أو القضاء عليه بحلول عام 2030، وفقا للأهداف المحددة دوليا.

وأشار إلى أن “داء السل يصيب الذكور بنسبة 59٪ مقابل 41٪ من  الإناث، أي امرأتين مقابل كل ثلاثة رجال”، وإلى أن “الفئة العمرية بين 25 و34 سنة هي الأكثر تضررا”، مسجلا أن  “سكان الأحياء المكتظة و المحيطة بالمدن هي الأكثر عرضة للإصابة”، وأفاد في ذات السياق “أن الجهات الأكثر تضررا من حيث عدد الإصابات، هي طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، والرباط ـ سلا ـ القنيطرة، والدار البيضاء ـ سطات”.

وأضاف أن “معدل اكتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين يمثل 85٪، أي أن 15٪ من المصابين، أو واحد من بين كل 6 أشخاص مصابين بداء السل لا يتم تشخيصهم، بينما يصل معدل الشفاء إلى 88 ٪”.

كما لفت، أيضا، إلى أن “ثلثي حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصها، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية”.

وقال إن هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة، تتمثل في انتقال معدل “داء السل خارج الرئتين من 28٪ سنة 1990 إلى 49٪ سنة 2021″، معتبرا أن “هذه النسبة في المغرب تتجاوز بكثير المعدلات المتوقعة”.

ولمواجهة هذا الداء، شدد حمضي على ضرورة “تحسين معدل الكشف والتغطية العلاجية لمرض السل وتحسين معدلات الشفاء منه”، من خلال “التوسع في استخدام اختبارات التشخيص السريع والمبكر، وتخفيض نسب عدد المرضى المنقطعين عن العلاج  والمتابعة، والذين تبلغ نسبتهم حاليا 8%”.

وأضاف يجب “دعم المرضى الخاضعين للعلاج في مواجهة الآثار الجانبية للأدوية، وتعميم مجانية الأشعة والتحاليل المرتبطة بالكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية”، مشيرا إلى أن “داء السل يصيب في الغالب الفئات الهشة والفقيرة”.

علاوة على “تحسين الكشف عن حالات السل المقاوم للأدوية وعلاجها، وكدا حالات السل لدى المصابين بفيروس فقدان المناعة”، إلى جانب “ضمان العلاج الوقائي لمرض السل لدى الأشخاص المعرضين للخطر”.

وعلى الرغم من أنه غير كافٍ، فقد أكد حمضي على أهمية تطعيم الأطفال ضد داء السل، موضحا بأن “التلقيح

وإن كان لا يحمي من الإصابة بالمرض سوى بنسبة قليلة، فإنه يحول دون تطور الإصابة إلى مرض السل بنسبة مهمة تقارب الـ60%  مقارنة مع الأطفال غير الملقحين، فضلا عن أنه يحمي الأطفال من داء السل الرئوي بنسبة 74%، كما يقيهم من الإصابة بأصناف خطيرة من الداء بنسبة تفوق الـ90%.

المصدر/2M.ma