رحامنة الصحراء يشتكون من الإقصاء وأقدم سربة تُمنع من المشاركة بمهرجان روابط بابن جرير

رحامنة الصحراء يشتكون من الإقصاء وأقدم سربة تُمنع من المشاركة بمهرجان روابط بابن جرير

رئيسة الجمعية: مئات الطلبة من أقاليمنا الصحراوية حضروا ندوة اليوم ووضعنا شروطا للمشاركة في التبوريدة

المسؤول عن التبوريدة: أستغرب الحديث عن إقصاء القبائل الصحراوية وهي ممثلة بـ10 سربات من أصل 24

تزامنا مع انطلاق ملتقى “روابط” بابن جرير، اليوم الخميس 28 نونبر الجاري، يشتكي فرسان فن “التبوريدة” و فاعلون جمعيون و منتخبون بالأقاليم الصحراوية، من المنحدرين من منطقة الرحامنة، مما اعتبروه “إقصاءً لهم من المشاركة في نسخة السنة الجارية من المهرجان”.

و اعتبر مولاي الحسن الطالب، عضو مجلس جهة الداخلة ـ وادي الذهب و عضو غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية، أن منظمي الملتقى لم يوجهوا الدعوات، هذه السنة، لأبناء الرحامنة بالأقاليم الجنوبية، و الذين قال إنهم “كانوا يمنّون النفس بأن يشكل الملتقى مناسبة لصلة الرحم بين ساكنة المنطقة و إخوتهم و أبناء عمومتهم بالأقاليم الصحراوية المغربية، تكريسا للتشبث الدائم بثوابت الأمة، و تقوية لأواصر الأخوة بينهم و توريثها للأجيال الناشئة”.

و أوضح الطالب، المزداد في بوشان بالرحامنة، في اتصال هاتفي أجرته معه “البهجة24″، أن الساحة المخصصة لفرق “التبوريدة”خلت، هذا العام، من الجِمال و من الخيام الصحراوية التقليدية المنسوجة من وبر الإبل و صوف الغنم، مضيفا بأنه لم تتم دعوة أبناء و فرسان المنطقة من قبائل الركيبات و أولاد  دليم و آيت لحسن…

و عشية انطلاق عروض “التبوريدة”، أفادت مصادر مطلعة بأنه منع سربة “أولاد زهرة كروم”، زوال أمس، من المشاركة بمبرر أنها غير مدعوة، و هي التي ظلت لأجيال محافظة على هذا التراث الأصيل بالرحامنة.

كما احتج أعضاء من مجموعة فنية محلية أمام مقر عمالة الإقليم، صباح اليوم، تنديدا بـ”إقصاء الفرق الموسيقية المحلية من المشاركة في المهرجان”، المنظم، على مدى 3 أيام، و الذي يشتمل برنامجه على تنظيم ندوات حول “مكتسبات الدبلوماسية الملكية في قضية الصحراء”، و “الحماية القانونية والقضائية لحق الطفل في التعلم”، و “جاذبية الاستثمار في مغرب الغد..إقليم الرحامنة نموذجا”، فضلا عن سهرات فنية و عروض “التبوريدة”.

في المقابل، نفت الصحافية حنان الهاشمي، رئيسة جمعية التراث الشعبي بالرحامنة، المنظمة للمهرجان، إقصاء أيٍّ من الفعاليات الثقافية و الفنية، موضحة أنه تم التركيز، في نسخة هذه السنة، على الفعاليات المحلية.

و قالت إن الندوة العلمية الأولى حضرها، اليوم، المئات من طلبة جامعة القاضي عياض من مختلف الأقاليم الصحراوية للمملكة.

و نفت، أيضا، إقصاء فرق التبوريدة المحلية، موضحة بأنه تم فقط وضع شروط للمشاركة.

من جهته، استغرب محمد القاسمي، المسؤول عن عروض التبوريدة بملتقى “روابط الرحامنة”، الحديث عن إقصاء أبناء القبائل الصحراوية من المشاركة في الملتقى و هي ممثلة بـ10 سربات من أصل 24، مشيرا إلى أن قيادة “بوشان” وحدها تشارك بـ4 سربات، بالإضافة إلى سربتين من جماعة “أولاد إملول”، و سربتين أخريين من جماعة “الجعافرة”، و واحدة من جماعة “انزالت لعظم”، و أخرى من جماعة “لبراحلة”.

و تابع بأن اللجنة التنظيمية، و بتنسيق مع السلطة المحلية، حددت عدد الفرق المشاركة في 24 سربة، كما وضعت شروطا للمشاركة، بينها عدد الفرسان و الخيول المكونة لكل سربة، و التي تم تحديدها في 15  فرسا و ما فوق.

و على هامش الملتقى، أثير نقاش بمواقع التواصل الاجتماعي حول توقيت تنظيمه في زمن الإجهاد المائي، و في ظل توالي مواسم الجفاف، و تعثر مشاريع أطلقتها جماعات ترابية بالإقليم، و أخرى ممولة من عمالة الرحامنة بشراكة مع جهات أخرى، ناهيك عن التفاوت المجالي الصارخ بين “المدينة الخضراء” و باقي أحياء ابن جرير…

و تجددت خلاله المطالب بإعمال الشفافية بتوضيح أوجه صرف المال العام الممنوح للجمعيات المنظمة للمهرجانات الفنية و الثقافية بالإقليم.

كما تمت المطالبة، أيضا، بتنمية ثقافية حقيقة بالإقليم تواكب المشاريع الملكية الضخمة التي تم إطلاقها، خاصة و أن المنطقة كان لها رصيد وازن من التنظيم الفني و الثقافي و إقامة المهرجانات الوطنية و الدولية الكبيرة، كمهرجان “الشباب”، في نسختيه الأولى و الثانية (1993 و 1994) و المهرجان الدولي “أوتار”، في دورتيه الأولى و الثانية (2009 و 2010).