مراكش تحتفي بالفنان الراحل محمد عزوزي

مراكش تحتفي بالفنان الراحل محمد عزوزي

افتتح بمتحف الروافد “دار الباشا” بمراكش، أمس الثلاثاء 28 أكتوبر الجاري، معرض مخصص لأعمال الفنان التشكيلي المغربي الراحل محمد عزوزي، بحضور أفراد أسرته وعدد من الشخصيات المنتمية لعالمي الفن والثقافة.

ويشكل هذا الحدث، الذي يتواصل إلى غاية 8 فبراير المقبل، بمبادرة من المؤسسة الوطنية للمتاحف وبشراكة مع أمير رافاييل عزوزي، نجل الفنان الراحل، معرضا استيعاديا لمسيرة الفنان محمد عزوزي، الذي قضى الجزء الأكبر من مساره الفني في فرنسا، مع احتفاظه بارتباط وثيق بجذوره المغربية.

ويجسد المعرض، المقام تحت شعار “في رحاب النون”، أكثر من مجرد عرض للوحات فنية، بل احتفاء بحياة ومسار وإرث فني متميز لفنان تشكيلي ونحات مغربي توفي في غشت من سنة 2022.

وولد عزوزي في الدار البيضاء سنة 1946، واختار دراسة الفنون التشكيلية سنة 1967 في مدرسة الفنون الجميلة بمسقط رأسه، ثم في المدرسة الوطنية لفنون الديكور والفنون التشكيلية بجامعة السوربون بباريس في فرنسا. وفي سنة 1977، حصل على دبلوم عالي في الفنون التشكيلية والجدارية من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة الفرنسية باريس.

وعرض عزوزي أعماله في العديد من المعارض والمؤسسات بالدار البيضاء وطوكيو وموسكو ونيويورك وباريس والرباط. كما تعد أعماله حاضرة في مختارات من بينها تلك الموجودة في متحف الفن الحديث لمدينة باريس وبانتان.

وتندرج رؤية الفنان ضمن مسار فني شخصي عميق متجذر في الأرض الأم، ومتطلع نحو العالمية. وتغلب على لوحاته ألوان الأحمر والبني والأزرق، وهي تدرجات تحاكي الجذور وإفريقيا والصحراء.

وتتوقف أعمال عزوزي عند عمق الهوية المغربية، عاكسة تناقضاتها وأحاسيسها بقوة شعرية وعميقة، فيما يشكل المعرض رحلة في الذاكرة والفن ودعوة إلى البحث عن النور الداخلي والمعنى والتجذر.

وبالنسبة لمحمد عزوزي، كان الفن بحثا دائما وسفرا متواصلا عبر الأشكال والرموز والألوان، مع أعمال تجسد تجريدا تغذيه حرارة الجنوب ورموز التجربة الإنسانية.

ويحتل حرف “النون” مكانة مركزية في إبداع الفنان، إذ يتجاوز دوره كرمز بصري ليغدو عنصرا جوهريا يجسد الأصل والحركة والجذور والانطلاق، ويتخذ لدى الفنان شكل جسر يربط بين السماء والأرض، الماضي والمستقبل، والذات والآخر.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبّر أمير عزوزي عن تأثره وسعادته بالمشاركة في هذا التكريم الموجه لهذا الفنان الكبير، مبرزا أن هذا الأخير ظل متمسكا بجذوره المغربية التي تنعكس بوضوح في ألوان أعماله.

من جهته، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، أن لوحات محمد عزوزي تميزت بتكوينها وتأثيرها المغربي الأصيل، مذكرا بأن الفنان ظل قريبا من وطنه رغم البعد الجغرافي.

وأبرز قطبي، في هذا الصدد، التشبث الدائم للفنان التشكيلي الراحل بالمغرب، مشيدا بمهارته وحسه الإنساني، وكذا التناغم القائم بين فنه التشكيلي والتراث الفني المغربي.

المصدر/وكالة المغرب العربي للأنياء