لحظات إنسانية في قلب لقاء التشاور برأس عين الرحامنة

لحظات إنسانية في قلب لقاء التشاور برأس عين الرحامنة

رشيد غازي

شهد منطقة رأس عين الرحامنة، بعد زوال أمس الثلاثاء 25 نونبر الجاري، لحظات إنسانية مؤثرة خلال اللقاء التشاوري الخامس الذي ترأسه عامل الإقليم، عزيز بوينيان، لإعداد برنامج تنموي شامل ومندمج، بحضور حوالي أكثر من 2000 مواطن، والذي اعتُبر الأكبر بسلسلة اللقاءات التشاورية إقليميا.

وبين الأسئلة والانشغالات، برزت مواقف قوية عبّرت عن حجم المعاناة اليومية للساكنة، كما كان اللقاء مفعما بالتفاعل الإنساني للمسؤول الأول بالإقليم، الذي عبّر، في كلمته، عن انبهاره بالحضور المكثف وبفعالية جهود السلطة المحلية، ممثلة في قائد رأس العين، التي أثمرت تنظيما محكما يضاهي أهم وأكبر اللقاءات التشاورية وطنيا.

المشهد الأبرز جاء عندما تقدّمت طفلة لعرض مشكلتها، لكن الدموع سبقت كلماتها، ليخيّم الصمت على القاعة. فلم يتردد عامل الإقليم في التفاعل بإنسانية غير مصطنعة مع الموقف، إذ اقترب منها ومسح دموعها في لحظة عفوية تأثر لها الحاضرون، مؤكدا لها بأنه “سيتم القيام باللازم لمعالجة وضعها”.

ولم تتوقف المشاهد الإنسانية، فقد تقدمت نساء مسنّات أمام المنصة كل واحدة تحمل قصة تعب عمر بأكمله. إحداهن خاطبت العامل، بصوت مرتجف، مطالبة بربط منزلها بالكهرباء. “راني ما عنديش الضو…آحنيني”. كلمات بسيطة، لكنها حملت وجع السنين، فاستمع إليها العامل باهتمام ووعد ببحث حالتها بشكل مستعجل.

التفاعل الإنساني الذي بصم عليه عزيز بوينيان خلال هذا اللقاء خلق صدى إيجابيا في صفوف الساكنة، الذين اعتبروا مواقفه “تجسيدا حقيقيا للقرب من المواطن، ولأسلوب مسؤول يجمع بين الحزم الإداري والبعد الإنساني”.

اللقاء، الذي كان هدفه مناقشة قضايا تنموية واجتماعية، تحوّل إلى لحظة بوح مفتوحة عبّرت فيها الساكنة عن همومها دون تكلّف، في الوقت الذي أظهر فيه المسؤول الأول إقليميا استعدادا واضحا للتفاعل مع الحالات المستعجلة، وتأكيدا على مواصلة العمل لتحسين ظروف عيش المواطنين.

مشاهد بسيطة في ظاهرها، لكنها تختزل عمقا إنسانيا واجتماعيا، وتؤكد أن التنمية ليست مشاريع وأرقاما فقط، بل هي، قبل كل شيء، إنصات وتعاطف وقرب من الإنسان.