جمعية موظفي أكاديمية مراكش تنفتح على تجربة رائدة في أدب الأطفال
تفاعلت الجمعية على مدار أسبوع مع إنتاجات الكاتبة اللبنانية رانيا زغير
مبادرة ثقافية و إنسانية فريدة أطلقتها جمعية موظفات و موظفي الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة مراكش ـ آسفي، من خلال استقبال و التفاعل عبر تطبيق التواصل الفوري و تقنية التناظر المرئي، على مدار أسبوع، مع إبداعات الكاتبة و الناشرة اللبنانية/ الفرنسية، رانيا أناييل زغير، المتخصصة في مجال أدب الأطفال.
و حسب بعض أطر الجمعية، فإن هذه المبادرة الفكرية تعكس وعي موظفي أكاديمية مراكش بأهمية أدب الأطفال، باعتباره جنسا أدبيا تربويا لا يزال يتلمس طريقه بصعوبة في المشهد الأدبي العربي عموما.
و أضافوا بأن المبادرة لاقت تجاوبا من طرف الكاتبة، التي عبّرت عن اعتزازها بخوض التجربة مع أطر هذه المؤسسة العمومية ذات الاهتمام البيداغوجي و التربوي، و التي مكنتها من التعرف، عن قرب، على واقع أدب و الكتابات الموجهة للأطفال بالمغرب.
و صُنّفت رانيا زغير، المتخصصة في علم النفس التربوي من الجامعة الأميركية في بيروت، ضمن أكثر المؤلفين مقروئية من طرف المجلة اللندنية The Economist سنة 2017، و تُرجمت أعمالها إلى 20 لغة، و قد أسست دار “الخياط الصغير” للنشر، عام 2007، لتهتم بنشر كتب الأطفال.
و حصدت الكاتبة العديد من الجوائز، كجائزة مهرجان برلين الدولي للأدب، عام 2015، الخاص بفئة الكتب الخيالية عن كتابها “حلتبيس حلتبيس”، و جائزة مؤسسة “آنا ليند” الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات، و جائزة السبيل (أصدقاء المكتبات العامة)، و غيرها من الجوائز.
و وفقا للأطر نفسها، فإن كتابات رانيا زغير تهدف إلى خلق وعي جديد للطفل العربي، عبر إضاءة عوالمه الداخلية و تبصيره بها على نحو مبسّط كي يصبح بمقدوره استيعاب التطورات السريعة الدائرة حوله، كما تعتمد أسلوبا مختلفا عن السائد من قصص الأطفال التقليدية، إذ تحض على التربية مع تسليح الطفل بمفاتيح فك الشفرات المعقدة لنمط الحياة الجديدة.
كما تخاطب الطفل بلغة ذكية تربطه بالعصر، فتعمل على تقريبه من أجواء الثقافات الإنسانية ليتمكن من استقبالها دون أن تُحدث لديه صدمة أو انبهارا أو استسلاما أو أي تأثير سلبي آخر.
و تابعت أطر الجمعية بأن “زغير تعتبر بأن الكتاب المنهجي الصفي المُعتمد للأطفال يقدّم نصوصا و طرق تعليم صارت خارجة عن عصر أطفال اليوم بتطلعاتهم و اهتماماتهم، موضحة بأن الدراسات الحديثة أثبتت بأن جودة التعلم و فعاليته مرتبطة بشكل وثيق بمدى الاستثارة العاطفية التي تولدها عند المتعلمين”.