الحسين يوعابد في حوار مع “البهجة24”:ارتفاع الحرارة يفاقم أمراض القلب ويجب تجنب أشعة الشمس..يوليوز حطم الرقم القياسي لأعلى درجة حرارة وبلغت 49.9 بالسمارة ولكنه لم يكن الأسخن
يتناول هذا الحوار الذي أجرته “البهجة24” مع الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال يوليوز المنصرم، وأسباب الظاهرة، ومخاطرها الصحية، و الاحتياطات الواجب اتخاذها…
صرّح الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن يوليوز 2023 هو أحر شهر تم تسجيله على مر التاريخ.. ماذا عن المغرب؟
بالفعل أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يوليوز الفارط شهد أشد فترة ثلاثة أسابيع حرارة على الإطلاق والأيام الثلاثة الأكثر سخونة المسجلة على الصعيد العالمي، ليكون أكثر شهر يوليوز سخونة على الإطلاق.
وتجدر الإشارة إلى أن 21 يوما من هذا الشهر تعتبر الأكثر حرارة خلال هذا الشهر مند الأربعينات. و سُجّلت أعلى درجة حرارة متوسطة يومية في السادس من الشهر، حيث بلغت 17,08 درجة مئوية. وقد تم تحطيم الرقم القياسي للحرارة المتوسطة لشهر يوليوز لسنة 2019، والذي كان وصل إلى 16,63 بالرقم الجديد 16,95 درجة مئوية. وقد ارتبطت درجات الحرارة هذه بموجات الحر في أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، والتي صاحبتها اندلاع حرائق الغابات في بلدان متعددة مثل كندا واليونان.
أما بالنسبة للمغرب فقد شهد موجة حرّ امتدت من 9 يوليوز إلى 13 منه، شملت جميع أنحاء البلاد، إذ بلغ معدل درجة الحرارة القصوى 35.69 وأعلى معدل أقصى سُجل هو 36.39 يوم 11 يوليوز، إلا أن موجة الحر هذه لا تعتبر من موجات الحر الأكثر شدة على مستوى معدل درجة الحرارة القصوى، حيث إن هذا الشهر احتل الرتبة الرابعة بين أشهر يوليوز الأكثر حرارة منذ 1961 بدرجتين فوق المعدل الطبيعي لدرجات الحرارة القصوى المسجلة بين 1981 و2010.
إلا أنه شهد تحطيم الرقم القياسي الوطني لدرجات الحرارة المسجلة، وقد بلغت 49.9 يوم 13 يوليوز بالسمارة، محطمة الرقم القياسي السابق، وهو 49.6 بسيدي سليمان، بتاريخ 10 يوليوز 2021.
ومنذ منتصف يوليوز، شهد الشمال الغربي من البلاد وكذلك الجنوب درجات حرارة معتدلة، وحتى أقل من المعتاد.
أما فيما يخص درجة الحرارة المتوسطة على المستوى الوطني، فقد بلغت في شهر يوليوز 26,2 درجة مئوية، وتعتبر سابع أعلى درجة حرارة في ترتيب السنوات منذ 1980، فيما أعلى درجة حرارة سُجلت السنة الماضية وبلغت 27,3 درجة مئوية.
ماهي أسباب ارتفاع الحرارة خلال يوليوز المنصرم وطنيا؟
عرفت درجات الحرارة ارتفاعا ملموسا خلال شهر يوليوز، خاصة خلال الفترة الممتدة من 9 يوليوز الى 13 منه، و هذا الارتفاع هو نتيجة لصعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو جنوب، وسط شمال وشرق البلاد، والمعروفة بظاهرة الشرقي، والذي جاء نتيجة نشاط المنخفض الصحراوي، الذي يوجه رياح جنوبية شرقية تعمل على صعود كتل هوائية ساخنة تزيد من درجات الحرارة لأكثر من 5 إلى 10 درجة فوق المعدل الطبيعي، وهذا الارتفاع في درجات الحرارة شمل كذلك معظم مناطق شمال إفريقيا وجنوب أوربا.
ماهي المخاطر الصحية للظاهرة؟
حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من المخاطر المرتبطة بموجة الحرّ التي تجتاح نصف الكرة الشمالي، وأكدت الوكالة الأممية بأن موجات الحر من أكثر الأخطار الطبيعية تأثيرا على الصحة، حيت إن ارتفاع درجات الحرارة ليلا يشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان، لأن الجسم غير قادر على التعافي من الحرارة المستمرة، ويمكن أن يعاني الأشخاص المتضررون من موجات الحرارة من الإصابة بالجفاف وغير ذلك من الأمراض الخطيرة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، كما يمكن أن تؤدي موجات الحرّ إلى تفاقم أمراض القلب وغيرها من الأمراض خصوصا عند المسنين.
وماهي الاحتياطات التي يجب اتخاذها؟
بالنسبة للمناطق التي تشملها الموجة الحرارية يُرجى الحيطة والحذر والحرص على شرب الماء والسوائل وتجنب التعرض كثيرا لأشعة الشمس مباشرة، خصوصا خلال الظهيرة، واللجوء إلى الظل ما أمكن، والانتباه إلى الأطفال والمسنين والمرضى وكذا الحيوانات الأليفة…
وننصح المسافرين التخطيط للسفر في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر، والتأكد من وجود قنينات مياه باردة في متناول اليد، والتحقق من نظام تبريد العربات بانتظام، والحرص على عدم ترك الأطفال والمسنين داخل العربات المتوقفة…