فارس:”مخزون حقينات سدود حوض تانسيفت غير كاف لتلبية كل الحاجيات المائية بالمنطقة”
الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء قال إنه “يتم تسريع وتيرة أشغال السدود الكبرى التي توجد في طور الإنجاز بتقليص مدة إنجازها”
قال المصطفى فارس، الكاتب العام لوزارة التجهيز و الماء، “أنه بالرغم من التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة مؤخرا، فإن المخزون المائي الحالي بحقينات سدود الحوض المائي لتانسيفت، و الذي يقدّر بحوالي 130 مليون متر مكعب، حتى 5 أبريل 2024، لا يزال غير كاف لتلبية كل الحاجيات المائية بالمنطقة”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، خلال أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لتانسيفت برسم سنة 2023، المنعقد بالصويرة، أمس الاثنين 15 أبريل الجاري.
و لمواجهة الخصاص المائي بالمنطقة قامت وكالة الحوض المائي لتانسيفت، حسب فارس، باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية التزويد بتزامن مع تدقيق استهلاك المؤسسات و الإدارات العمومية، و القيام بالعمليات التحسيسية للاقتصاد في الماء اتجاه العموم و كبار المستهلكين لهذه المادة الحيوية.
بالموازاة مع ذلك، يضيف السيد فارس، تمت الاستعانة بالشاحنات الصهريجية لدعم تزويد ساكنة المناطق القروية التي تعاني من الخصاص المائي، كما تم وضع 7 محطات لتحلية مياه البحر على مستوى إقليمي آسفي و الصويرة.
و أشار إلى أن الحكومة منكبة على تنزيل برامج مائية مهيكلة بحوض تانسيفت، موضحا في هذا السياق، أنه يتم تسريع وتيرة أشغال السدود الكبرى التي توجد في طور الإنجاز بتقليص مدة إنجاز سد “آيت الزيات” بـ15 شهرا و سد “بولعوان” بـ6 أشهر، فضلا عن برمجة عدد من المشاريع كإنجاز سد “بوعيدل” على وادي تانسيفت، و مشروع دعم مدينة مراكش الكبرى بالماء الشروب من محطة تحلية مياه البحر بآسفي في أفق 2025.
كما لفت إلى أنه يتم حاليا تعميم استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي ملاعب الغولف و المساحات الخضراء بمراكش، معلنا، من جهة أخرى، عن إطلاق دراسة إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لمدينتي الصويرة و شيشاوة و مراكز “تمنار” و “الأوداية” و “إمنتانوت” لسقي المساحات الخضراء.
و أبرز فارس أن المجلس الإداري للوكالة ينعقد في ظرفية مناخية استثنائية تتسم بقلة التساقطات المطرية، و ما لها من آثار على الموارد المائية، و بالتالي على التزود بالماء الصالح للشرب و السقي بمنطقة نفوذها و بكل مناطق المملكة.
و ذكّر بأهمية الماء الإستراتيجية، باعتباره أحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمملكة، مشيرا إلى أنه في إطار مخطط العمل الاستعجالي، الذي تم تقديمه بين أيدي الملك محمد السادس، خلال اجتماع العمل المنعقد بتاريخ 16 يناير 2024، تعمل الحكومة على بلورة مجموعة من الإجراءات الاستعجالية و المشاريع المهيكلة لضمان الأمن المائي.
و بعدما قدّم لمحة عن المنجزات الهامة للمغرب في مجال الماء، أكد أنه “بفضل هذه المنجزات المدعومة بالتحيين المستمر للسياسة المائية، تمكنت المملكة من تخطي فترات جفاف صعبة شهدتها جل الأحواض المائية”.
و أوضح، في السياق ذاته، أن السنة المائية اتسمت على مستوى الحوض المائي لتانسيفت بمواصلة إنجاز أشغال سد “آيت زيات” بإقليم الحوز، بسعة تخزينية تبلغ 185 مليون مكعب، و الذي سيمكّن من تعزيز و تأمين تزويد مراكش بالماء الشروب و توفير مياه السقي بالمنطقة.
كما عرفت هذه السنة مواصلة إنجاز أشغال “سد بولعوان”، بإقليم شيشاوة، بسعة تخزينية تبلغ 66 مليون متر مكعب، بهدف تعزيز و تأمين تزويد مدينة إيمنتانوت و المناطق المجاورة بالماء الشروب و توفير مياه السقي و الحماية من الفيضانات، فضلا عن إطلاق أشغال سد “تاسا ويركان” بإقليم الحوز، في إطار برنامج تنمية المناطق المتضررة من زلزال الحوز لدعم التنمية المحلية.
و خُصص الاجتماع، الذي عرف حضور عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، و رئيس مجلس جهة مراكش ـ آسفي، سمير كودار، و مدير وكالة الحوض المائي لتانسيفت، محمد شيتيوي، و برلمانيين وممثلي هيئات منتخبة، لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، و عرض حصيلة منجزاتها مع حالة تقدم إنجاز برنامج سنة 2023، و كذا تقديم برنامج عمل الوكالة برسم السنة المالية 2024.
و قد تُوجت أشغال المجلس الإداري بالمصادقة على اتفاقية شراكة لتعزيز شبكة القياس الهيدرولوجي بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لتانسيفت، و على اتفاقية شراكة لإنجاز أشغال إضافية لحماية مدينة شيشاوة من فيضانات وادي بومية.