معاناة المصابين بالسرطان تصل للقضاء..شكاية تطالب بالتحقيق في حرمان 38 مريضا بمراكش من العلاج
معاناة مرضى السرطان بالمستشفيات العمومية تصل للقضاء، فقد تقدم المحامي عبد الصمد الطعارجي، أمس الاثنين 20 ماي الجاري، بشكاية لدى وكيل الملك بمراكش، يلتمس فيها إجراء بحث مع ممرض بالمستشفى الجامعي “محمد السادس”، و محاكمته، في حالة اعتقال، بعد متابعته بتهم: “الإمساك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر، و التسبب في تفاقم المرض بسبب عدم مراعاة النظم و القوانين المنظمة لمهنة التمريض”.
و أوضحت الشكاية التي تقدم بها، نيابة عن مريضة في مراحل متقدمة من السرطان، بأنها تتابع العلاج بمركز الأنكولوجيا و أمراض الدم بمراكش، منذ 2019، و أن الداء تفاقم في جسدها ليصل إلى القشرة الدماغية، ما اضطرها لاستئناف العلاج في الموعد المحدد، يوم 24 أبريل المنصرم .
و تابعت الشكاية أنه كان مقررا أن تخضع للعلاج، رفقة 38 مريضة و مريض بالداء نفسه، غير أنهم حرموا من حقهم فيه بسبب ما وصفته بـ”تعنت و شطط و غطرسة المسؤول عن مصلحة الفحوصات”، الذي تتهمه بـ”حجز ملفها الطبي بين يديه و حرمها من العلاج بعدما فوّت عليها الموعد المحدد، بالرغم من تواجد الفريق الطبي بالمستشفى. و هو ما دفعها للتظلم لدى مدير المستشفى الجامعي”، محمّلة المشتكى به “مسؤولية تدهور حالتها الصحية التي لا تحتمل أي تأخير في العلاج”.
و نوهت الشكاية بما تلقاه المريضة من عناية و اهتمام من الطاقم الطبي المشرف على علاجها المتكون من البروفيسور محمد الفضلي، تحث إشراف رئيسة قسم الأنكولوجيا، البروفيسورة غزلان بلبركة، اللذان قالت إنهما “يقومان بواجبهما اتجاهها، نزاهة و مهنية و استقامة و تفانٍ في احترام تام لأخلاقيات المهنة”.
في المقابل، تتهم المشتكى به، الذي يضطلع بمهمة تنظيم مواعيد العلاج، بـ”التعامل مع المرضى بخشونة و فضاضة و إهانة، و بالصراخ في وجههم و أمام أفراد أسرهم دون أي سبب”، بل إنها قالت إنه “يتعمد تأخير مواعيدهم بإخفاء ملفاتهم و عدم تقديمها إلى الطاقم الطبي في وقتها ، مما يزيد في معاناتهم وعذابهم”.
و أكدت المشتكية أن ما تعرّضت له من حرمان مقصود من العلاج تم بحضور مريضتين أخريين، اللتين التمس محاميها الاستماع إلى إفادتهما.
كما التمس الاستماع إلى شهادة كل من رئيسة قسم الأنكولوجيا و الطبيب المشرف على علاج المشتكية.
و أرفق الشكاية بوثائق بينها تقرير طبي عن حالة المشتكية بعد حرمانها من موعد الفحص، و نسختين من شكايتين تقدمت بهما مريضتين أخريين.
كما راسل وزير الصحة و الحماية الاجتماعية و مدير المستشفى الجامعي بمراكش، يطالبهما بالتدخل و فتح بحث إداري بشأن النازلة.