الملك محمد السادس يؤكد على ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء
أكد الملك محمد السادس على ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، و تحديد هدف استراتيجي، في كل الظروف و الأحوال، نظرا لتزايد الاحتياجات و الإكراهات ذات الصلة بالماء.
و قال الملك محمد السادس، في الخطاب الذي وجّهه إلى الأمة، مساء اليوم الاثنين 29 يوليوز الجاري، بمناسبة عيد العرش المجيد، إن هذا الهدف الاستراتيجي يتمثل في ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين، و توفير 80% على الأقل، من احتياجات السقي، على مستوى التراب الوطني.
و في هذا السياق، شدد جلالة الملك على ضرورة استكمال برنامج بناء السدود، مع إعطاء الأسبقية لمشاريع السدود، المبرمجة في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة.
كما دعا جلالته إلى تسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية و ذلك بربط حوض واد لاو و اللكوس بحوض أم الربيع، مرورا بأحواض سبو و أبي رقراق.
و حث جلالة الملك، أيضا، على تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، و الذي يستهدف تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا.
و أكد جلالة الملك أن هاته المشاريع ستمكن المغرب، في أفق 2030، من تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب، من هذه المحطات، إضافة إلى سقي مساحات فلاحية كبرى، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد.
و في هذا الصدد، أشار جلالة الملك إلى محطة الدار البيضاء لتحلية الماء، التي ستكون أكبر مشروع من نوعه بإفريقيا، و الثانية في العالم التي تعمل 100% بالطاقة النظيفة، مشددا على أن “التحدي الأكبر يبقى هو إنجاز المحطات المبرمجة، ومشاريع الطاقات المتجددة المرتبطة بها، في الآجال المحددة، دون أي تأخير”.
كما شدد جلالة الملك على ضرورة التعجيل بإنجاز مشروع الربط الكهربائي، لنقل الطاقة المتجددة، من الأقاليم الجنوبية إلى الوسط والشمال، في أقرب الآجال، وهو ورش يروم إنتاج الماء بمحطات التحلية، بالطاقة النظيفة.
و حث جلالة الملك على العمل على تطوير صناعة وطنية في مجال تحلية الماء، و إحداث شعب لتكوين المهندسين والتقنيين المتخصصين، إضافة إلى تشجيع إنشاء مقاولات مغربية مختصة، في إنجاز وصيانة محطات التحلية.
كما أعطى جلالته توجيهاته لاعتماد برنامج أكثر طموحا، في مجال معالجة المياه، وإعادة استعمالها، مشددا على ضرورة تشجيع الابتكار، واستثمار ما تتيحه التكنولوجيات الجديدة في مجال تدبير الماء.