تعثر أشغال بناء المركز الصحي بسيدي بوعثمان بعد حوالي سنة من إغلاقه
بعد مرور حوالي 6 أشهر على انطلاقها، لم تسفر الأشغال بالمركز الصحي بجماعة سيدي بوعثمان، بإقليم الرحامنة، حتى عن هدم البناية الأصلية، التي كان مقررا تشييد مؤسسة استشفائية جديدة على أنقاضها.
و بعد قرار إغلاقه مباشرة بعد زلزال 8 شتنبر 2023، تحوّل المركز بعد توقف الأشغال إلى خراب، في الوقت الذي جرى نقل العاملين به إلى المقر القديم لدار الطالب.
و حسب مصادر مطلعة، فمن المقرر أن تعلن الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة عن طلب عروض مفتوح جديد لتشييد المركز، إذ تتولى العملية المذكورة في إطار ممارسة مهامها المتعلقة بإنجاز مشاريع التجهيزات العامة، و تدبيرها و صيانتها بتفويض من أصحابها العموميين.
و في ظل غياب مستشفى بمدينة سيدي بوعثمان، التي تحولت منذ 15 سنة لجماعة حضرية، يُستغل حاليا نصف أحد مرافق دار الطالب كقاعة توليد، و يفصلها عازل عن نصفها الآخر الذي توجد به ثلاثة أسرّة مخصصة لفترة المراقبة بعد الولادة.
كما يشطر عازل آخر قاعة المستعجلات إلى نصفين، أحدهما مخصص للتدخلات الاستعجالية و الفحص و الحقن، و الآخر يحوي سريرين للمرضى تحت المراقبة.
و سبق لجمعية قلوب بيضاء للأعمال الاجتماعية والتنمية بسيدي بوعثمان أن وجهت رسالة إلى عامل الإقليم، بتاريخ 24 يونيو الماضي، عبّرت فيها عن “استيائها العميق من الوضعية المزرية التي يعيشها قطاع الصحة بالمدينة”.
و أوضحت بأن عاصمة الرحامنة الجنوبية و ثاني أكبر مركز حضري بالإقليم “لم تعد تتوفر على مركز صحي حقيقي، إذ إن الفضاء التابع لدار الطالب، الذي يُستغل كمؤسسة استشفائية، لا يقدم أبسط العلاجات، و يفتقر للتجهيزات الأساسية، ناهيك عن الخصاص الحاد في الموارد البشرية، فلا وجود لطبيب مداوم، مما يضطر المرضى إلى التوجه للمستشفى الجامعي بمراكش للحصول على العلاجات الضرورية”.
و تابعت الرسالة بأن “الممرضين يعملون في ظروف قاسية دون توفر أبسط الأدوات الطبية، مثل الضمادات و المحلول المطهر (بيتادين)، مما يزيد من معاناتهم و يحرجهم أمام المواطنين”.
و أضافت بأن “خطورة الوضع تتفاقم في ظل غياب معدات إسعاف الحالات المستعجلة و النساء الحوامل”، و هو ما قالت إنه “يعرّض حياة المواطنين للخطر”.