أسرة المقاومة تخلد الذكرى الـ91 لمعركة جبل بادو
خلدت أسرة المقاومة و أعضاء جيش التحرير، أول أمس الجمعة 27 دجنبر الجاري، بالرشيدية، الذكرى الـ91 لمعركة جبل بادو التي دارت رحاها، سنة 1933، و هي ملحمة مجيدة في تاريخ المملكة ستبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرة الكفاح الوطني من أجل الحرية و الاستقلال.
و خلال لقاء نظم بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن معارك جبل بادو، التي كانت ربوع تافيلالت المجاهدة، مهد الدوحة العلوية الشريفة و موئل الشرفاء و المجاهدين الأشاوس، مسرحا لها، جاءت لمواجهة الاحتلال الأجنبي وةالتصدي لأطماعه التوسعية دفاعا عن المقدسات الدينية و الثوابت الوطنية و الهوية المغربية.
و ذكَّر الكثيري بمقاومة قبائل إقليم الرشيدية بضراوة، منذ مطلع القرن الـ20، مضحية بالغالي و النفيس لصد العدوان الأجنبي و الأطماع الاستعمارية، خاصة بعد سنة 1908، حينما أقامت القوات الاستعمارية أول مركز لها بمنطقة بوذنيب، و الذي كان بمثابة قاعدة لانطلاق هجماتها التوسعية و منطلقا لبسط سيطرتها على باقي المجال الفيلالي.
و أضاف أن المنطقة شهدت سلسلة من المعارك، ضمنها معركة بوذنيب سنة 1908، و معركة إفري سنة 1914، و معركة مسكي و المعاضيد سنة 1916، وم عركة البطحاء سنة 1918، و معركة غريس سنة 1931، ثم معارك تافيلالت و نواحي كلميمة و تاديغوست.
و أوضح المندوب السامي أن سلطات الاحتلال لم تتمكن من بسط نفوذها على باقي أطراف المنطقة، إلا بعد خوضها لمواجهات عنيفة بجبل بادو، في غشت 1933، والتي أبلى فيها المجاهدون البلاء الحسن و تمكنوا من الصمود و إرباك صفوف الجيش الفرنسي المدجج بأحدث و أفتك الآليات الحربية الجوية و البرية.
و اعتبر الكثيري أن سكان المنطقة كانوا سباقين في مراحل النضال السياسي و عمليات المقاومة السرية و الفدائية، غداة المؤامرة النكراء التي اقترفتها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية، في 20 غشت 1953، بنفيها لأب الأمة و بطل التحرير و الاستقلال و الوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس و الأسرة الملكية الشريفة، حيث سارع أبناء تافيلالت للانضمام بكثافة لخلايا المقاومة و التحرير التي احتضنتها مدن و قرى الإقليم و مراكزه.
و من جهة أخرى، أكد المندوب السامي أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة للتعبئة المستمرة و التجند الموصول من أجل الترافع على القضية الوطنية الأولى، مذكرا بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك و الشعب، الذي قال فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس “إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، و هو المعيار الواضح و البسيط الذي يقيس به صدق الصداقات و نجاعة الشراكات”.
و بهذه المناسبة، تم تكريم عدد من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، كما قدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم، عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء