أكاديمية مراكش تكرم المطرب نعمان لحلو

محمد التكناوي
في إطار التقاليد الباذخة التي رسخها المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، المنظم من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، والمتمثلة في الاحتفاء برموز ورواد الأغنية المغربية، كرمت الدورة الخامسة للمهرجان، المسدل عليه الستار، الجمعة 13 يونيو الجاري، بمراكش، عملاق الطرب المغربي الأصيل الموسيقار نعمان لحلو.
ويروم هذا التقليد مد جسور التواصل، وتعريف الناشئة بهؤلاء النجوم الذين قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية خدمات جليلة، والإسهام في تأصيل تاريخ تربوي من شأنه أن يعطي اتجاها محددا لتشكيل الثقافة الموسيقية لأطفال المدارس.
وتهدف النسخة، المنظمة تحت شعار: ” التربية الموسيقية رافعة للتفتح”، مثل سابقاتها إلى الارتقاء بالحس الجمالي والذوق الفني لدى المتعلمين والمتعلمات، والمساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الغناء والعزف، وتفعيل أدوار الأندية التربوية والفنية، كما تسعى هذه التظاهرة إلى التعريف بتنوع الروافد الثقافية والحضارية للبلاد، والمساهمة في تثمينها، ونشرها داخل الوسط المدرسي، وكذا المساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيو-ثقافي.
ويعرف هذا المهرجان مشاركة جميع الأكاديميات الجهوية بالمملكة، إذ تم اختيار المشاركين بعد سلسلة من الإقصائيات الإقليمية التي شملت مجموعة من المحاور الفنية.
وقد أبرز محمد بلقرشي، مدير الأكاديمية بالنيابة، في الكلمة الافتتاحية، أن فعاليات هذا المهرجان تندرج في سياق تفعيل مقتضيات الإطار المرجعي حول التشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والإبداعية والفنية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والذي يهدف إلى جعل المؤسسات التعليمية فضاء جذابا لتطوير العمل التربوي والحياة المدرسية وتحديثهما، بالنظر إلى أهمية الأنشطة الثقافية وأثرها الإيجابي على التحصيل الدراسي بالنسبة للمتعلمين والمتعلمات.
وأشار إلى أن جهة مراكش-آسفي تزخر بمؤهلات ومقومات فنية تربوية، إذ أصبحت مراكز التفتح تتوفر على فرق موسيقية قوية، استطاعت أن تخلق الحدث، وأن يتجاوز إشعاعها المؤسسات التعليمية، مذكرا بالنجاح الذي عرفه المهرجان خلال الدورات السابقة، والتي تم خلالها تكريم والاحتفاء بقامات فنية مغربية عالية المستوى( تكريم المبدع عبد الله عصامي و المايسترو الحاج احمد عواطف، و عميد الأغنية المغربية، الأستاذ عبد الوهاب الدكالي، و الملحن الكبير مولاي أحمد العلوي، و انتهاء بسلطان الطرب المغربي الفنان نعمان لحلو).
ممثلة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اعتبرت أن تنظيم هذا المهرجان الوطني يتوخى تمكين المدرسة من الاضطلاع بمهمتها في تحقيق الاندماج الثقافي والإبداعي، فضلا عن تحقيق غايات أخرى من قبيل انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وجعلها فضاء خصبا يساعد على تحرير الطاقات الإبداعية للتلاميذ واكتساب المواهب في مختلف المجالات، كما تطرقت إلى أهمية التشبيك الموضوعاتي كآلية للنهوض بالحياة المدرسية، ومشيدة بحسن التنظيم والنجاح الذي عرفته هذه الدورة بحضور قامة فنية من طينة الأستاذ الفنان الكبير نعمان لحلو.
وقد اختتم هذا المهرجان، الذي قام بتنشيطه فقراته بكل اقتدار وتمكن الإعلامي والأستاذ أنس الملحوني الذي أضفى عليه جمالية راقية بلمسته الأدبية والفنية، على وصلات إبداعية جميلة لمجموعة من تلميذات وتلاميذ مديرية مراكش المتوجة بالجائزة الأولى .