أكاديمية مراكش تنظم حلقية نقاشية بشيشاوة حول التربية الدامجة ورهان الجودة

أكاديمية مراكش تنظم حلقية نقاشية بشيشاوة حول التربية الدامجة ورهان الجودة

محمد تكناوي

نظّمت الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة مراكش- آسفي، صباح اليوم الثلاثاء 31 دجنبر  الجاري، حلقة نقاشية حول موضوع “التربية الدامجة ورهان الجودة ” ترأس أشغالها المدير الإقليمي لشيشاوة بمعية رئيس مصلحة التربية الدامجة بالأكاديمية.

و يأتي تنظيم هذه الحلقة تماشيا مع مقتضيات التنصيص الإجرائي لخارطة الطريق 2022-2026، و لا سيما البرنامج المهيكل رقم 13 المتعلق بالتربية الدامجة.

و  جاء اختيار تيمة الحلقة بالنظر لأهمية وراهنية و تنوع المقاربات والمداخلات المقررة  فيها، والتي تتأسس على مكون أساسي هو رهان الجودة، الذي يروم التأكيد على الخصائص الفردية لجميع المتعلمات والمتعلمين، وتكييف تقنيات التعلم والممارسات البيداغوجية، حسب خصوصيات كل نوع إعاقة، انسجاما مع “الإطار المرجعي للتربية الدامجة” المعد من قِبل الوزارة في هذا السياق، والذي يتضمن دلائل ومصوغات للتكوين والتأطير لفائدة الأطر التربوية والإدارية والأسر والجمعيات الفاعلة في مجال الإعاقة.

فوظيفة المدرسة اليوم هي توفير عرض تربوي دامج، يمكّن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من حقهم في التمدرس أسوة بباقي الأطفال، سواء كان ذلك على مستوى بنية الاستقبال، أم كان على مستوى البرامج والطرق والوسائل. وعلى هذا الأساس، فإن التربية الدامجة للأشخاص في وضعية إعاقة، هي سيرورة تحتاج إلى نسق دامج، تتضافر وتتكامل فيه جهود مختلف الفاعلين المعنيين.

وتشكل المدارس الدامجـة اليوم جيلا جديدا للمدارس المرحبة والمستقبلة للأشخاص في وضعية إعاقة، تتأسس على إعداد وتهيئة البيئة التعليمية، وجعلها ميسرة ومستجيبة للاحتياجات التربوية الخاصة للأشخاص في وضعية إعاقة، مع برامج وأساليب للتعليم ملائمة.

وتميزت الجلسة العلمية التأطيرية لهذه الندوة بمداخلات ذات أهمية بالغة، تناولت مختلف أوجه محور هذه الندوة المتعلق بالمداخل  الأساسية لتجويد الممارسات التربوية الدامجة من خلال عرضين للأستاذين العضوين في الفريق الجهوي للتربية الدامجة، و يتعلق الأمر بكل من: محمد الشتاوي الذي تناول موضوع “من التربية الإدماجية إلى التربية الدامجة”، و فاطمة آيت عدي التي ناقشت موضوع “التربية الدامجة ورهانات الجودة”.

فقد اعتبر الأستاذ الشتاوي في عرضه القيم أن التربية الدامجة، رغم تقديمها لرؤية شمولية وإنسانية لتمكين الطفل في وضعية إعاقة من حقوقه في التعليم والتكوين والرعاية الاجتماعية، إلا أنها تواجه تحديات متعلقة بنقص الموارد، وغياب الوعي المجتمعي، خاصة التمثلات السلبية عن الإعاقة لمختلف المتدخلين بمن فيهم أطر التربية والتعليم، ناهيك عن نقص تأهيل المدرسين.

لكن و مع كل هذه المثبطات، فقد خلص إلى أن “التربية الدامجة فتحت آفاقا واسعة  مكنت من إعادة صياغة مفهوم التعليم كوسيلة لبناء مجتمع متساوٍ ومستدامٍ”.

وبالنسبة للمقاربة السيكولوجية والأسس العلمية فقد تناولها الدكتور نوح رابي بعرض بعنوان “التربية الدامجة للمشخصين بالإعاقات الذهنية..سؤال الجودة -الاكراهات..التنزيل وأشكال التجاوز”.

وفي الجلسة الختامية تم تقديم  تدخلات واقتراحات المشاركات  والمشاركين، التي نوهت  بجودة العروض المقدمة، كما أكدت على ضرورة انخراط كل الفاعليين والمتدخلين التربويين من أجل تمتيع الأطفال في وضعية إعاقة من حقهم في التعلم وممارسة مختلف أنشطة الحياة المدرسية، وولوج مختلف الفضاءات المتاحة بالمؤسسات التعليمية، إيمانا بأن استيفاء هذا الحق هو التزام أخلاقي ومجتمعي وإنساني يسهم في بناء  مغرب جدير بكل أطفاله.

يُذكر أن هذه الحلقة النقاشية عرفت حضور رؤساء المصالح المعنية بالأكاديمية وبالمديرية الإقليمية بشيشاوة، و أعضاء هيئة التأطير التربوي، ورؤساء المؤسسات التعليمية المعنية بمجال الإعاقة، ورؤساء مكاتب التربية الدامجة بالمديريات الإقليمية ، بالإضافة إلى المشرفين على قاعات الموارد للتأهيل والدعم.